للعام العاشر على التوالي الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوياته… وأمريكا وروسيا والصين تتصدر قائمة الانفاق
الثورة – نور جوخدار:
شهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في مستويات الإنفاق العسكري، فمن شرق آسيا إلى أوروبا مروراً بالشرق الأوسط، تتسابق الحكومات على تعزيز قدراتها الدفاعية وسط أزمات سياسية متلاحقة وتوترات أمنية متزايدة في مناطق متعددة.
وفي تقرير حديث لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI))،كشف أن الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 سجّل رقماً قياسياً جديداً للإنفاق العسكري العالمي، هو الأعلى منذ نهاية الحرب الباردة، وللعام العاشر على التوالي.
ووفقاً للتقرير، بلغ الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 نحو 2.7 تريليون دولار، مسجلاً زيادة بنسبة 9.4% مقارنة بالعام السابق، وهي أكبر زيادة سنوية منذ نهاية الحرب الباردة بفعل الحروب والنزاعات الممتدة، لاسيما في أوروبا والشرق الأوسط.
واستحوذت الولايات المتحدة والصين وروسيا على المراتب الثلاث الأولى في قائمة الدول الأعلى إنفاقاً، مع تصاعد ميزانيات الدفاع لدى عشرات الدول الأخرى.
وبحسب بيانات التقرير، أنفقت أوروبا بما فيها روسيا 693 مليار دولار، بزيادة قدرها 17%. حيث خصصت موسكو ما يقدر بنحو 149 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 38% بينما رفعت أوكرانيا إنفاقها إلى 2.9 ٪ ليصل 64.7 مليار دولا ما نسبته 34% من ناتجها المحلي للدفاع، مسجلة بذلك أعلى عبء عسكري عالمي بتخصيص 34 ٪ من ناتجها المحلي.
أما ألمانيا، فسجلت قفزة غير مسبوقة في إنفاقها الدفاعي بنسبة 28% ليصل إلى 88.5 مليار دولار، لتصبح أكبر مساهم عسكري في أوروبا الوسطى والغربية.
واشنطن ثلث الإنفاق العالم
وواصلت الولايات المتحدة تمركزها في الصدارة، حيث بلغ إنفاقها العسكري نحو 997 مليار دولار، بما يعادل 37% من الإجمالي العالمي و66% من موازنات حلف الناتو، محققة وحدها أكثر من ثلث الإنفاق العسكري العالمي. فيما بلغ إجمالي إنفاق أعضاء الناتو مجتمعين نحو 1.5 تريليون دولار.
ووفق التقرير، زادت جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة من إنفاقها العسكري في 2024، فيما أنفقت 18 دولة منها ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي على الدفاع. مشيراً إلى أن دول الناتو تتجه نحو “مشاريع استحواذ ضخمة” خلال السنوات المقبلة، بينما يحتمل أن تواجه الميزانيات الوطنية مقايضات صعبة بين الدفاع والبرامج الاجتماعية.
وسجل الإنفاق العسكري الإسرائيلي قفزة قياسية بنسبة 65% ليبلغ 46.5 مليار دولار، في أعلى زيادة سنوية منذ حرب 1967 بحسب معهد سيبري، في المقابل، تراجع إنفاق إيران بنسبة 10% ليصل إلى 7.9 مليارات دولار تحت ضغط العقوبات الاقتصادية.
الصين الثانية عالمياً
أما الصين، فحافظت على المرتبة الثانية عالمياً بإنفاق عسكري بلغ 314 مليار دولار بزيادة قدرها 7%، ممثلةً بذلك نصف موازنات آسيا وأوقيانوسيا، مع تركيزها المتزايد على التحديث السيبراني والنووي.
واعتبر الباحث في برنامج “الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة” شياو ليانغ أن هذه الزيادة غير مسبوقة هي نتيجة “التوترات الجيوسياسية الشديدة”، إذ رفعت أكثر من 100 دولة ميزانياتها الدفاعية
وحذر الباحث في برنامج “الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة” شياو ليانغ من تداعيات هذه الزيادة غير المسبوقة، معتبراً أنها نتيجة “التوترات الجيوسياسية الشديدة” وسباق التسلح المتسارع.
وأوضح ليانغ أن تصاعد النفقات الدفاعية سيترك آثاراً اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة، مبيناً أن دولاً أوروبية خفضت بنوداً أخرى مثل المساعدات الدولية لتمويل ميزانيات جيوشها، أو اعتمدت على رفع الضرائب وزيادة الاستدانة.