الثورة – مجد عبود:
غيَّب الموت، الأستاذ الجامعي والسياسي السوري سعد الله آغا القلعة، عن عمر يناهز 75 عاماً، بعد مسيرة طويلة ومليئة بالعطاء في مجالات متعددة.
يعد القلعة واحداً من أبرز الشخصيات في مجال الثقافة والفن والسياسة في سوريا، تميز بحضور بارز في كل من مجالي الهندسة والموسيقا، فضلاً عن عمله في مجال الإعلام.
حياته
وُلد سعد الله آغا القلعة في مدينة حلب عام 1950، في أسرة ذات طابع ثقافي، كان والده، فؤاد رجائي آغا القلعة، طبيب أسنان وباحثاً في الموسيقا العربية.
نشأ في بيئة حاضنة للعلم والثقافة، فدرس في المعهد الموسيقي بحلب قبل أن يتجه لدراسة الهندسة في جامعة حلب، ثم انتقل إلى فرنسا لإتمام دراسته العليا في مجال الهندسة ليحصل على درجة الدكتوراه في العام 1981.
بعد عودته إلى سوريا، أصبح أستاذاً في كلية الهندسة بجامعة دمشق، وكان له دور كبير في إعداد الأجيال الجديدة من المهندسين.
إسهاماته
إلى جانب مسيرته الأكاديمية، برز سعد الله آغا القلعة كمقدم برامج تلفزيونية بارز، قدم العديد من البرامج الثقافية التي تناولت الموسيقا العربية وتاريخها، مثل «العرب والموسيقا»، و«عبد الوهاب مرآة عصره»، و«أسمهان»، و«فريد الأطرش»، وغيرها من البرامج التي أثرت في الجمهور العربي.. وحصل على الميدالية الذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في عام 1996 كأفضل مقدم برامج تلفزيونية.
كان القلعة من المؤسسين البارزين للمشروع الثقافي الموسيقي العربي، عمل طوال سنوات على مشروع “كتاب الأغاني الثاني”، محاكياً كتاب الأغاني للأصفهاني، كما أطلق مشروعاً طموحاً بعنوان «نحو نهضة موسيقية عربية جديدة»، الذي سعى من خلاله إلى تجديد وتعميق الفهم الموسيقي في العالم العربي.
مسيرته السياسية
في عام 2001، دخل سعد الله آغا القلعة عالم السياسة حيث عُيّن وزيراً للسياحة في أول حكومة تم تشكيلها في تلك الفترة.. واستمر في منصبه حتى عام 2011، وكان من بين الشخصيات التي حاولت دفع عجلة تطوير قطاع السياحة في سوريا.
جوائز وتكريمات
حاز القلعة على العديد من الجوائز والتكريمات على مدار مسيرته، أبرزها جائزة زرياب في الموسيقا عام 2016 تقديراً لمساهماته الكبيرة في هذا المجال.
ويعتبره الكثيرون كأحد رواد النهضة الثقافية والفنية في سوريا، الذي جمع بين العلم والفن والسياسة.