الثورة – جهاد اصطيف:
خلال السنوات الماضية، لم يعد يهم العامل في سوريا التمييز بين الأول من أيار وبين باقي الأيام، كونه مناسبة عالمية لعيد العمال، تخصه دول العالم بعطلة رسمية، ومنها سوريا، تقديراً وتكريماً للعمال والطبقة الكادحة.. غير أن الوضع هذا العام اختلف كثيراً، إذ بات يعيش العامل السوري ظروفاً مختلفة تماماً، تمثلت بالخلاص من النظام البائد، وتلمس الحرية التي كان يتوقها الجميع..
– مستقبل جديد:
وبالرغم من استمرار بهيج أحمد بالعمل أكثر من ثماني ساعات يومياً في ورشة بناء، ويتشارك المهمة مع عدد آخر من أقرانه وأصدقائه من الشبان، مقابل أجور ولو قليلة ومتفاوتة حسب نوع المهمة، ولكنها بالمجمل- حسب قوله لصحيفة الثورة بمناسبة عيد العمال الذي يصادف اليوم: إن العيد هذا العام له نكهة خاصة، ولعل أهم ميزة اكتسبتها هذه المناسبة، هي فرحة العمال بالتخلص أولاً من النظام المخلوع، وثانياً عودة الروح من جديد لعمالنا بعد أن وصلوا إلى مرحلة يائسة كتمت على أنفاسهم طيلة السنوات الماضية من عمر الحرب التي فرضها النظام البائد على قطاع حيوي ومهم على مستوى الوطن، وكذلك بمختلف القطاعات من دون استثناء، حتى إن قطاع البناء كان من المحرمات أيام النظام المخلوع، باستثناء من كان يدفع الرشاوى والأتاوات وسواها، ويردف قائلاً: اليوم ونحن نحتفل بعيد العمال، نجدد التأكيد على أننا ماضون نحو بناء مستقبل جديد لسوريا، بهمة سواعدنا السمر على امتداد ساحة الوطن.
– حقوق العمال:
ويرى زميله محمد عوض أن أبرز المشكلات الأساسية التي كان يعاني منها العمال قلة فرص العمل التي تهدد العامل بطرده من عمله في أي وقت، في حال طالب بأجرة أعلى من أجرته، مضيفاً: إن العامل لم يكن يحظى بكامل حقوقه مثل تسجيله بالتأمينات والتأمين الصحي، وغيرها من الحقوق، خاصة لدى القطاع الخاص الذي نأمل أن تعالج القيادة الجديدة هذا الملف وتوليه كل عناية وسرعة، لما له من أثر طيب لدى شريحة كبيرة من عمال الوطن.
– بناء الوطن أولوية:
فيما بيَّن العامل محمد اصطيفي أهمية دور الطبقة العاملة في بناء الوطن، وبإصرارهم ومثابرتهم بقوا يدعمون عجلة الإنتاج ويحافظون على دورانها رغم جميع العوائق التي كان يفرضها النظام البائد، وفي كل مرة كان يضع “العصي بالعجلات”، وهذا الأمر بات واضحاً، خاصة بعد التحرير، إذ بان الإصرار على مواصلة العمل في مختلف القطاعات لرفع وتيرته وتحسين العمل والإنتاج، تعزيزاً للصمود ومواجهة التحديات التي فرضها النظام البائد قبل هروبه، لافتاً إلى دور الطبقة العاملة الكبير في تحسين مستوى الإنتاج والارتقاء بالأداء والمساهمة الفعالة حالياً في بناء الوطن وحمايته، ودعم الاقتصاد الوطني، منوهاً بمواظبة العمال على الإنتاج والعمل في أحلك الظروف لتأمين مستلزمات الحياة المعيشية للمواطنين وسعيهم باستمرار لإصلاح ما دمره النظام المخلوع من بنى تحتية ومصانع ومؤسسات.
– صمود وإصرار:
وأكدت زهية حمود أهمية الدور الوطني لعمال سوريا من خلال مواجهتهم للظروف الصعبة، عبر صمودهم وإصرارهم على العمل والعطاء للحفاظ على مؤسساتهم، بالرغم من حرب النظام المجرم التي فرضها على شعبه طيلة “١٤” عاماً، لافتة إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد الجديد للدفاع عن حقوق العمال وتأمين متطلباتهم، وتأمين عودة الكثير من العمال إلى مواقعهم، عكس الاتحادات السابقة التي لم تكن تقدم لنا، سوى الوعود الكاذبة، وكان آخر ما يهم مكاتبها التنفيذية العامل ومصلحته.
حقيقة.. العديد من العمال عبَّروا عن فرحتهم وسعادتهم بهذه المناسبة التي تمر عليهم هذا العام، من دون أن يشعروا بالخوف من المستقبل، متمنين الخير لسوريا وشعبها وقيادتها ولعمالها أصحاب الزنود السمر كل الخير والبركات.