الثورة – فادية مجد:
كثيراً ما نسمع عن أشخاص يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، أو لديهم حساسية أنفية، فهل من علاقة بينهما، وما هي الأسباب المؤدية لحدوث الإصابة والتدابير الوقائية والعلاجية.
“الثورة” التقت اختصاصي أنف أذن حنجرة الدكتور علي مصطفى، وعرَّف بداية حديثه بالجيوب الأنفية بالقول: إنها عبارة عن غرف هوائية ضمن التجويف العظمي، مهمتها تهوية الأنف والمحافظة على نظافته، وترطيب الهواء الداخل على الجسم وتدفئته أثناء عملية الشهيق حتى يكون مناسباً للرئتين.
وأشار إلى وجود أنواع من الجيوب بحسب المنطقة الموجودة فيها، وهي غالباً ما تكون ثنائية الجانب، فهناك الجيوب الجبهية والجيوب الوتدية، والفكية، والغربالية وجميعها موصولة بالأنف عبر فتحات لتصريف المفرزات والمخاط.
– الأعراض:
وعن أعراض أمراض الجيوب الأنفية قال الدكتور مصطفى: الأعراض هي كثيرة ومتشعبة، وتظهر تبعاً للمخاطية المغطية لتلك الجيوب.. التهابات أو أورام، أو التهاب الجيوب التحسسي وهو الأكثر شيوعاً ويعتبر المسبب الأساسي له هو الحساسية، ولها الكثير من الأسباب فقد تكون الحساسية من الأتربة أو من مساحيق التنظيف وخاصة الكلور والفلاش، أو من غبار الطلع وهو المسبب الشائع وتظهر بشكل موسمي في فصل الربيع أو الخريف.
وهناك أيضاً- بحسب الدكتور مصطفى- الحساسية من العت المنزلي أو (بق الفراش)، وتكون الحساسية فيها دائمة طوال العام، إضافة لما سبق يمكن أن يكون لفرو الكلاب ووبر القطط تأثير مناعي وتحسسي.
وأوضح أن الآلية المرضية تكون بسبب دخول هذه الأجسام حين تؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي في الجسم، وتفرز وسائط كيميائية بالدم، وبالتالي حدوث أعراض التحسس, مبيناً أن الحساسية الأنفية تعمل عدة تأثيرات على مخاطية الأنف والجيوب، حيث توجد القرينات الأنفية، وفي حال أصبح هناك رد فعل تحسسي تتضخم تلك القرينات وتحمر كثيراً، وبالنسبة لمخاطية الجيوب فإنها تتسمك، وتصبح في هذه الحالة متضخمة متوذمة، وغير قادرة على تصريف المخاط.
وأضاف: إن الأعراض التي يعطيها التهاب الجيوب الأنفية والمؤكد أنه مرافق لالتهاب تحسسي بالأنف تتمثل بالعطاس، الصداع، الحكة بالأنف، صعوبة التنفس، الشخير الليلي، احمرار بالعينين، دمع العين، التهاب البلعوم والحنجرة، والالتهابات الصدرية وتزيد مع التهاب الأنف التحسسي.
– مضاعفات الالتهاب:
الدكتور مصطفى أشار إلى أنه في حال تطور الحالة وعدم معالجتها وبسبب صعوبة تصريف المخاط الذي يخرج زيادة من الأنف لظهور تجمع لها في الجيوب الأنفية، وبالتالي مضاعفات التهاب الأنف التحسسي، وهي التهاب الجيوب الحاد الجرثومي، والذي يؤدي إلى خروج مفرزات قيحية، ومن المحتمل أن تغلق القنوات بسبب المخاط اللزج، وعدم تصريفه، لتبقى الجيوب ممتلئة به، الأمر الذي يسبب ركودة، وحدوث التهابات وانتفاخ في منطقة الجيب، وهنا تصبح الحالة أكثر صعوبة في المعالجة، لأنها تؤدي إلى دخول جراثيم وفي حال عدم العلاج في هذه المرحلة تؤدي إلى خثرات في الجيوب الوريدية في الدماغ الأوردة الدماغية طريق أوعية الدماغ وهذا ما يؤدي إلى عقابيل دماغية.
وعن طرق المعالجة.. ذكر مصطفى أنه في حالة التهاب الأنف التحسسي مع التهاب جيوب تحسسي أهم خطوة في العلاج هي الوقاية، وخاصة في الأمراض التحسسية، وخاصة عندما نعرف العامل المسبب للحساسية، والذي يتوجب منا على الفور الابتعاد عنه، وهذا أسرع دواء.
الدكتور مصطفى، بيَّن أنه في حال بدا أن غبار الطلع يسبب مشكلة نضع كمامة، أو بق الفراش، نقوم بتهوية الفراش وتعريضه للشمس بشكل شبه يومي، أو حساسية من ثياب معينة أو مواد التنظيف نبتعد عنها ونتجنبها، وبعد كل تلك الاحتياطات يكون العلاج بالبخاخات الكورتزونية وهناك أسماء تجارية كثيرة، ومن العلاجات الدوائية أيضاً مضادات الحساسية- الجيل الثاني- لكبح جماح الحساسية، وأيضاً السيرومات الملحية الأنفية العادية، إضافة لمضادات الاحتقان.
وإن كانت الحالة معندة على العلاج الدوائي بحسب مصطفى نصف للمريض أبر كورتيزون مدة تأثيرها من 3 أشهر إلى 6 أشهر، وفي حال عدم جدوى ما سبق ووجود حالة التهاب جيوب مزمن، وبوليبات في الأنف وضخامة قرينات نلجأ عند ذلك إلى العمل الجراحي من أجل رفع سوية الحياة عند المريض.