الثورة- منهل إبراهيم:
تعود الخلافات بين بكين وتايبيه إلى الحرب الأهلية الطويلة الدامية التي خاضها الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ ضد قوميي حزب كومينتانغ بزعامة تشانغ كاي شيك.
وبعد هزيمتهم على يد الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1949، لجأ القوميون إلى تايوان التي تحظى منذ ذلك الحين بحكومتها وجيشها وعملتها.
وتؤكد شبكة “سي إن إن” أنه في خضم التوترات أجرى الجيش التايواني، في الآونة الأخيرة أول تجربة إطلاق نار حي لأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة ” HIMARS ” الأمريكية، وهي رسالة واضحة موجهة إلى الصين.
وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن هيمارس صواريخ موجهة بدقة يمكنها ضرب أهداف على بعد يصل إلى 186 ميلًا، وهذا يكفي لعبور مضيق تايوان وضرب أهداف عسكرية على الساحل الجنوبي الشرقي للصين، وهو نفس نظام الصواريخ المتحرك الذي غيّر قواعد اللعبة بالنسبة لأوكرانيا في حربها مع روسيا.
وعلى عكس صواريخ تايوان القديمة والأقصر مدى، يوفر HIMARS كلاً من التنقل والدقة، مما قد يسد فجوة حرجة في ترسانة تايوان، وهي إشارة إلى أن هذه الجزيرة تكثف استعداداتها لردع ماتسميه “الغزو الصيني”.
وتوضح شبكة “سي إن إن” انه لسنوات، ترددت واشنطن في إرسال أسلحة إلى تايوان يمكنها ضرب عمق الصين، لكن هذا تغير في ظل الولاية الأولى للرئيس ترامب، حيث وافق على بيع HIMARS، والآن اكتمل أول اختبار حقيقي.
واستلمت تايوان 11 صاروخاً من طراز HIMARS العام الماضي، وستصل شحنة ثانية قريبا، ومن المقرر وصول 18 قاذفة أخرى ونحو 900 صاروخ موجه بحلول عام 2026.
توترات في مضيق تايوان
وبحسب الشبكة الأمريكية تجددت التوترات في مضيق تايوان،الاثنين الماضي حيث أطلقت الصين واحدة من أكبر مناوراتها العسكرية منذ سنوات، شملت مناورات بالذخيرة الحية بعيدة المدى بالقرب من بحر الصين الشرقي، بمشاركة عشرات الطائرات الحربية والسفن البحرية وخفر السواحل، وحتى أحدث حاملة طائرات في بكين، شاندونغ، في محاكاة لحصار جوي وبحري لتايوان، فاجأت تايوان والولايات المتحدة وحلفاءها بحسب مراقبين.
وفي حين جهزت تايوان طائرات مقاتلة، وفعّلت أنظمة صاروخية، تتهم بكين بالفساد والفوضى الداخلية.
وتنظر الصين إلى تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي على أنها جزء من أراضيها، تحت مبدأ “الصين الواحدة”، لكن تايبيه تتمسك بالاستقلال ورفض التبعية للصين.
وتؤكد وسائل إعلام غربية أن الولايات المتحدة الأميركية والتي تعد الحليف الأكبر والأبرز لتايوان، تخشى أن تستغل الصين التركيز الأميركي على الشرق الأوسط وأوكرانيا لبسط سيطرتها على الجزيرة، أو على الأقل إجراء مناورات عسكرية تتجاوز حدود المناورات التقليدية التي يقوم بها الجيش الصيني في المنطقة، طبقاً لمحللين.
ومع أن واشنطن اعترفت دبلوماسياً ببكين على حساب تايبيه منذ 1979، إلا أن الولايات المتحدة تبقى أقوى حليف للجزيرة والمورد الرئيسي للأسلحة إليها.
وتظهر تخوفات جلية من تزايد حدة التوترات والتي قد تؤدي إلى حرب بالمنطقة، خاصة مع انشغال الولايات المتحدة وحلفائها بالحرب الروسية الأوكرانية و التوترات في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً الحرب الإسرائيلية على غزة.