الثورة- منذر عيد :
ستة أشهر من عمر الإدارة الجديدة لسوريا، كانت كفيلة بحسب المعطيات الميدانية، لرسم معالم السياسة الخارجية، وفتح العديد من الطرق الدبلوماسية التي أغلقها النظام السابق مع العديد من الدول العربية والأجنبية، وتحقيق خرق كبير في جدار الحصار الاقتصادي الغربي على الشعب السوري، لتبدأ الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع بالالتفات إلى الشأن الداخلي، ورسم خطط مستقبل الاقتصاد والاستثمار وإعادة الإعمار، وتحديد طبيعة و تفاصيل ملامح سوريا المستقبل، ليؤكد السيد الرئيس أن سوريا الحلم ليست بعيدة.
الانفتاح الاقتصادي العربي والدولي، والذي بدت ملامحه بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وسير الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الآسيوية على ذات الطريق، شرع الأبواب السورية أمام رؤوس الأموال الأجنبية للدخول في سوق الاقتصاد والاستثمار السورية، وعزز آمال السوريين في أن تساعد تلك الأموال في تعافي اقتصادي، والتخلص من تبعات ما خلفه النظام السابق من أثار سلبية، أدت بالاقتصاد السوري، والحياة المعيشية اليومية للسوريين إلى التهلكة.
متطلبات الواقع الجديد
الواقع الجديد.. يتطلب تعزيز بيئة الأعمال، بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة، الأمر الذي شكل محور نقاش الرئيس الشرع مع وزراء ومديري هيئات مشروع تعديل قانون الاستثمار، حسب ما ذكرت وكالة “سانا”، التي أوضحت أن اللقاء هدف “لمناقشة مشروع صياغة قانون الاستثمار وتعديلاته، بما يسهم في تعزيز بيئة الأعمال، ويواكب الانفتاح الاقتصادي الواسع الذي تشهده سوريا.
الرؤية المستقبلية المزدهرة لسوريا، أكدها الرئيس الشرع خلال لقائه عدداً من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، أول من أمس الأحد، بقوله إن سوريا مقبلة على مرحلة نهوض شاملة ستجعلها رائدة في جميع المجالات، مشيراً إلى أن العالم سيتفاجأ بسرعة إعادة البناء كما تفاجأ بعملية التحرير، قائلا: “سوريا الحلم ليست بعيدة، إنها تقترب يوماً بعد يوم”، داعياً إلى الثقة بقدرة البلاد على تجاوز محنتها وتحقيق تطلعات أبنائها في مختلف الميادين.
وفي ذات الرؤية المستقبلية، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان عبر قناتها على “تلغرام” اليوم الاثنين أن “المرحلة تتطلب من جميع الشركاء الدوليين الانخراط البنّاء مع سوريا والمساهمة في مسيرتها نحو التعافي الشامل، لا عبر الدعم فحسب، بل من خلال الاستثمار في علاقات طويلة الأمد، قائلة :”وإذ تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين على أهمية هذا الدور ضمن رؤية الدولة السورية، فإنها تدعو إلى تفعيل العمل المشترك مع المجتمع الدولي في سبيل بناء سوريا المستقبل دولة قوية ومنفتحة ومتوازنة وفاعلة في محيطها”.