خسائر فادحة لمزارعي البطاطا في طرطوس  مستلزمات غالية وبذار رديء 

الثورة – تحقيق فادية مجد: 

تتركز زراعة محصول البطاطا في محافظة طرطوس في منطقتي سهل عكار وميعار، وبكميات قليلة في بعض مناطق المحافظة الأخرى، ويبدأ جني المحصول أواخر شهر نيسان، غير أن واقع حال هذه الزراعة في عهد النظام المخلوع لم يكن مرضياً، فقد تعرض مزارعو البطاطا لخسائر فادحة نتيجة الأسعار التي لا تتناسب مع غلاء مستلزمات الإنتاج، عدا عن البذار الرديء الذي حصلوا عليه في إحدى السنوات، وغياب الدعم من الجهات المعنية.

اليوم تتجدد الآمال والمطالبات بأن تنظر الجهات المعنية في الحكومة الجديدة إلى واقع الزراعة، ومنها زراعة البطاطا ودعم الفلاح لتأمين مستلزماتها بأسعار تشجيعية.

شجون وهموم

خلال تواصل صحيفة الثورة مع عدد من مزارعي البطاطا في منطقة سهل عكار، أكدوا أن معاناتهم السابقة في عهد النظام البائد كانت تتمثل بغلاء البذار، كما أن مستلزمات الزراعة من أسمدة ومبيدات لم تكن متوافرة إلا تهريباً، وفي حال توافرها كانت ضعيفة الفعالية، ورغم ذلك كانت أسعارها باهظة جداً، مع غياب أي نوع من الرقابة عليها وضبطها، إضافة إلى عدم توافر المازوت لضخّ مياه السقاية، وعدم إطلاق مياه الري من السدود، الأمر الذي أدى الى انخفاض الإنتاج بشكل كبير.

كما لفتوا إلى أن من أسباب معاناتهم سابقاً أيضاً، انخفاض أسعار المحصول، ونسب العمولات المرتفعة في أسواق الجملة وأسواق الهال، وغياب تدخل الجهات المعنية كمديرية التجارة الداخلية، والسورية للتجارة، ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وصناديق الدعم الزراعي، الأمر الذي أدى إلى نتائج سلبية كبدت مزارعي البطاطا تكاليف عالية، وخسائر كبيرة.

وعن موسم البطاطا لهذا العام، ذكروا أن الموسم هذا العام كان جيداً جداً من حيث الإنتاج، فقد ساهمت الظروف المناخية المواتية، إضافة لنوعية البذار المستورد من السوق الحرة.

وعن بذار البطاطا الذي تمّ استلامه من مؤسسة إكثار البذار، فقد تأخرت المؤسسة كثيراً في تسليمه، وكانت أسعاره مرتفعة جداً قياساً بأسعار السوق الحرة حينها، وقد أُجبر مزارعو البطاطا على استلامه كونهم قد دفعوا الرعبون مسبقاً، الأمر الذي حمّلهم خسارة كبيرة، لأن القيود التي كانت تحكم المؤسسة سابقاً فرضت الأسعار، ولم توفق المؤسسة في تحسين عرضها.

وأضافوا: موضوع بيع الإنتاج قضية قديمة، لكن الذي زاد عليها هذا العام هو أن المزارع أصبح يعرض محصوله في محافظته حصراً، إلا قلة من التجار الذين تحكموا بالمزارعين بسبب تمكنهم من تسويق المحصول في بقية المحافظات، وكان المزارع سابقاً يعرض محصوله في كل المحافظات.

المهندس الزراعي هيثم زيتون من قرية تل سنون، أفاد: إنه في الحالة الغالبة تزرع البذار المستوردة من أوروبا بسعر يقارب الدولارين للكيلو، ويستهلك الدونم 150 كيلوغراماً من بذار البطاطا، و50 كغ سماد أساسي ومثله دوري، كما تحتاج البطاطا للسماد العضوي وللحراسة العميقة، وبالتالي تكون التكاليف الأولية عالية جداً، يضاف لها لاحقاً تكاليف المكافحة والجني والتسويق، ويعتبر عامل الطقس (رياح، صقيع، أمطار غزيرة، انحباس الأمطار ربيعاً) أكثر ما يواجه زراعة البطاطا الساحلية من صعوبات، وخاصة في ظلّ التغيرات الجديدة العالمية في المناخ.

وأكد أن استيراد البطاطا المصرية يؤثر سلباً على أسعار المنتج الساحلي، وإذ ما تمعنا بحسابات الموسم الحالي كمثال، فالخسارة وقعت على أغلب المزارعين كون البطاطا قد بيعت في سوق الهال منذ أيام بمبلغ ٢٥٠٠ ألف ليرة ، بينما تباع بالمفرق بين ٥٠٠٠ و٦٠٠٠ آلاف ليرة تقريباً.

مطالب المزارعين

وذكر م. زيتون أن أبرز الحلول الممكنة لتجاوز معوقات زراعة البطاطا هي دعم استيراد التقاوى (الحبات التي تستخدم كبذار) من خلال قروض ميسرة للمزارعين والاعفاء من الرسوم، مع العمل على إنتاج (التقاوى) محلياً من خلال المؤسسة العامة لإكثار البذار، وضرورة إعفاء مستلزمات الإنتاج المستوردة (سماد، مبيدات) من الرسوم ، والسماح باستثمار مياه السدود حال انحباس الأمطار، وذلك بغض النظر عن روزنامة وزارة الري، ودعم عمليات التحول للري الحديث مع دعم المازوت الزراعي أيضاً.

وطالب عدد من مزارعي سهل ميعار الجهات المعنية بدعم مزارع البطاطا، والعمل على توفير السماد وفق نوعية جيدة وبأسعار مقبولة، وكذلك البذار مع فرض رقابة على الأسواق وخاصة في فترة الإنتاج، وعدم استيراد المواد المعروضة في الخارج في الوقت الذي تكون فيه محاصيلنا موجودة في موسمها.

بطاطا ربيعية

من جهته رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية في زراعة طرطوس المهندس ياسر علي ذكر أن المساحة المزروعة بطاطا ربيعية في المحافظة بلغت نحو ١٦٠٠ هكتار، وتقديرات الإنتاج نحو ٢٨٠٠ طن، منوهاً بأن الإنتاج هذا الموسم كان جيداً، ولم يتأثر بالظروف المناخية وانحباس الأمطار خلال الفترة الماضية، كون معظم الزراعات مروية، ولا يوجد سوى ١٠٠٠ هكتار بعل.

آخر الأخبار
معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة محطات الوقود بحلب تحت عين الرقابة البنوك السورية جاهزة للربط بنظام "سويفت" ومصارف أجنبية بدأت بالتعامل وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  هيئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات