التبرع بالكلى من متوفين أمل منتظر يحتاج لتشريعات د. دراج لـ ” الثورة “: المراقبة المستمرة تقي من مشاكل الفشل الكلوي
الثورة – ناديا سعود:
أوضح الدكتور أحمد دراج- اختصاصي جراحة كلية- في حديثه لصحيفة الثورة أن أمراض الكلى من أبرز المشكلات الصحية الشائعة في المجتمع، محذراً من أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالفشل الكلوي، مشدداً على أهمية الوقاية والكشف المبكر.
وقال: إن تشكّل الحصيات البولية هو أحد أكثر الأمراض التي تصيب الكلى، وغالباً ما يكون مرتبطاً بنمط الحياة، كقلة شرب الماء أو وجود أمراض استقلابية، موضحاً أن أي تغيير في نمط التبول، كزيادة عدد مرات التبول، أو الشعور بألم أثناء التبول، أو خروج دم في البول، يُعد مؤشراً على وجود اضطراب في وظيفة الكلى ويستوجب إجراء فحوصات.
وأوضح أن أولى خطوات التشخيص تشمل إجراء تحليل بول، وتحليل الكرياتينين لقياس كفاءة الكلية، بالإضافة إلى التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، والذي يعد من أهم المؤشرات لتحديد الإصابة.
وأكد أن آلام الخاصرتين يجب ألا تُهمل، إذ كثيراً ما يُخطئ الناس بين ألم الظهر والألم الكلوي، إلا أن الألم الكلوي عادة ما يكون مستمراً وغير مرتبط بالحركة.
الوقاية والعوامل المسببة
وشدد الدكتور دراج على أهمية شرب كميات كافية من السوائل يومياً، معتبراً ذلك الوسيلة الأهم للوقاية من أمراض الكلى، كما نبّه إلى أن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم يُعدون الأكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي، ويجب عليهم المتابعة المنتظمة مع طبيب الكلى لتجنّب تطور الحالة.
وأشار إلى أن من الأخطاء الشائعة في المجتمع استخدام المسكنات بشكل عشوائي، خاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، التي تؤثر سلباً على الكلى، وتزيد من احتمالية القصور الكلوي.
الإصابة الكلوية
وشرح الدكتور دراج أن الإصابة الكلوية تنقسم إلى نوعين: عكوسة وغير عكوسة، فالإصابات العكوسة تنتج عن انسدادات مثل الحصيات أو تضخم البروستات، ويمكن علاجها فور إزالة السبب كتركيب قثطرة مزدوجة (دبل كاتتر) لإعادة فتح الحالب. أما الإصابات غير العكوسة، فتؤدي في مراحلها النهائية إلى الفشل الكلوي، ما يستدعي الخضوع لجلسات غسيل كلى بشكل منتظم، وقد تتطور الحاجة إلى زرع كلية.
ونوّه بأن قرار بدء الغسيل الكلوي يُتخذ بناءً على نتائج تحاليل الكرياتينين واليوريا، حيث يشكّل ارتفاع البوتاسيوم في الدم خطراً على الحياة، وقد يؤدي إلى توقف القلب، بينما تسبب الزيادة في اليوريا مضاعفات على الجهاز العصبي والدماغ.
تحديات وآفاق
وفيما يتعلق بزراعة الكلى، أوضح الدكتور دراج أن توفر متبرع قريب يسهّل عملية الزرع، خاصة إذا توافقت الأنسجة، لكنه لفت إلى أن هناك حاجة لتطوير نظام التبرع من المرضى المتوفين دماغياً، وهو ما زال يمثل تحدياً في البلاد، إذ يُمكن أن تُنقذ كلى المتوفى العديد من المرضى في حال كانت سليمة.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور دراج المواطنين إلى عدم إهمال أي تغيّر في عادات التبول، ومراجعة الطبيب المختص فوراً، مشدداً على أهمية المتابعة الدورية خاصة لمرضى الضغط والسكري، وضرورة شرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على صحة الكلى والوقاية من القصور الكلوي.