وزراء من عامة الشعب .. مشاهد غير مألوفة ترسم ملامح سوريا جديدة

الثورة – إيمان زرزور:

في مشهد لم يألفه السوريون طيلة العقود الماضية من حكم نظام الأسد “الأب والابن”، بدأت تظهر على الساحة السياسية السورية معالم جديدة لعلاقة المسؤولين بالمواطنين، تجسّدها شخصيات حكومية اختارت أن تكون قريبة من الناس، تشاركهم تفاصيل حياتهم اليومية، تتفاعل معهم دون حواجز أمنية أو هالة رسمية.

ولأول مرة منذ عقود، وجد السوريون أنفسهم أمام وزراء يتجوّلون في الشوارع، يأكلون ويشربون ويصافحون المارة، يتبادلون الحديث معهم ويمازحونهم، سواء على أرض الواقع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

مشاهد كانت حتى وقت قريب ضرباً من الخيال في ظل ما اعتاد عليه السوريون من عزلة المسؤولين وتكبّرهم، حيث كانت رؤية وزير في الشارع أو التواصل المباشر معه أمراً مستحيلاً، نتيجة الحواجز الأمنية والسطوة الإعلامية التي كرّسها النظام البائد لتلميع صورته وإخفاء فساده.

إعلان التحوّل السياسي جاء في 29 آذار 2025، عندما أعلن رئيس الجمهورية ، السيد أحمد الشرع، عن تشكيل الحكومة السورية للمرحلة الانتقالية، والتي ضمّت 22 حقيبة وزارية أُسندت إلى شخصيات كفوءة من التكنوقراط وأصحاب الاختصاص، في خطوة تهدف إلى إدارة البلاد على أسس مهنية بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.

منذ ذلك الحين، توالت المشاهد التي توحي بتغيّر حقيقي في طبيعة العلاقة بين السلطة والمجتمع.

فوزير الخارجية، أسعد حسن الشيباني، ظهر في المسجد الأموي ومساجد أخرى في العاصمة دمشق دون حراسة، تفاعل مع المواطنين، وشاركهم أحاديثهم ومخاوفهم.

أما وزير الدفاع، المهندس مرهف أحمد أبو قصرة، فزار أهالي بلدته في ريف حماة، واستقبل والديه في مبنى الوزارة، وأدى الصلاة خلف والده في مشهد عفوي ومؤثر لم يكن مألوفاً في عهد من سبقه.

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، زارت مختلف المحافظات السورية، التقت بالنساء والمهجرين والنشطاء، وزارت قبور شهداء الثورة وأعلامها، دخلت دور العجزة والمسنين وضمت نزلاءها، تحدثت بلغة الإشارة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وحرصت على مخاطبة الجميع بلسانهم وهمومهم.

وزير الاقتصاد، محمد نضال الشعار، جاب الأحياء الشعبية في دمشق وحلب، وقف على أدوار الأفران، استمع للناس، وبكى أمام الكاميرات تأثراً برفع العقوبات واستبشاراً بمستقبل أفضل، كما عبّر عن صدمته من حجم الدمار الذي شاهده في حمص ومدن أخرى.

وزيرا الطاقة والطوارئ، محمد البشر ورائد الصالح، احتفظا بروحهما الريفية القادمة من إدلب، فزارا أقاربهما، والتقيا بأهالي مناطقهم، وتواصلا بشكل مباشر مع المواطنين عبر مواقع التواصل، يردّون على التعليقات ويعدون بحلول قريبة.

عبد السلام هيكل، وزير الاتصالات، ترك انطباعاً واسعاً بلباقته وتواضعه في تفاعله مع المواطنين، سواء في الميدان أو على الإنترنت.

ووزير الثقافة، محمد صالح، شوهد مؤخراً يتناول “الفلافل” في أحد أزقة دمشق، يتسامر مع الناس ويتبادل معهم الحديث كأحد أبناء الحي.

كل هذه المشاهد، المتكررة والمباشرة، تشكّل علامات فارقة في الحياة السياسية السورية، وتعكس مرحلة جديدة من الحكم يكون فيها المسؤولون أقرب إلى الناس، أكثر وعياً بهمومهم، وأقل انفصالاً عن واقعهم.

إنها بداية لثقافة حكم جديدة تنبذ الاستعلاء، وتعزز الثقة، وتفتح الباب أمام بناء سوريا أكثر عدالة وشفافية وتواصلاً بين السلطة والمجتمع.

 

 

آخر الأخبار
اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة مفاجأة ألكاراز.. تسريحة شعر خارجة عن المألوف الريال يواصل الغياب عن حفل (الكرة الذهبية) "عبد المولى" ينهي مهمته كمنسق أممي في سوريا حاملاً الأمل والتقدير للسوريين