الثورة – خاص
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس 29 أيار، انطلاق مهام وحدة التنسيق الثلاثية بين تركيا وسوريا والأردن، في العاصمة دمشق، في خطوة أمنية جديدة تستهدف مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” وتثبيت الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، زكي أكتورك، خلال مؤتمر صحفي، أن وحدة التنسيق المشتركة بدأت نشاطها في 19 أيار الحالي، مشيراً إلى أن أنقرة أرسلت أفراداً يمثلون الجانب التركي ضمن هذا الهيكل، الذي يُعد ثمرة لتفاهمات إقليمية أوسع جرى التوصل إليها خلال الأشهر الماضية.
وشدّد أكتورك على أن تركيا ترفض بشكل قاطع أي “أجندات لا مركزية أو انفصالية في سوريا”، مجدداً تأكيد بلاده على أن “الجيش السوري هو الجهة المسلحة الشرعية الوحيدة في البلاد”، في إشارة واضحة إلى رفض أنقرة لأي دور مستقل لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” خارج إطار الدولة السورية.
وأكد أن تركيا تتابع عن كثب مسار التفاهم الجاري بين دمشق و”قسد”، لضمان عدم خروجه عن الأهداف المعلنة المتعلقة بحماية الأمن الإقليمي.
ويأتي تشكيل وحدة التنسيق الثلاثية استناداً إلى نتائج اجتماع أمني إقليمي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان خلال آذار الماضي، بمشاركة وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أركان ومخابرات من سوريا وتركيا والأردن والعراق ولبنان.
وقد تم الاتفاق حينها على إنشاء مركز عمليات مشترك يعنى بالتنسيق المباشر في مواجهة خطر تنظيم “الدولة”، ويعمل على معالجة ملف سجون مقاتليه العالق، وتعزيز قنوات التعاون الإقليمي والدولي في هذا الشأن.
وفي سياق متصل، أعلنت مجموعة العمل التركية – الأمريكية الخاصة بسوريا، يوم 20 أيار، نيتها رفع مستوى التعاون بين واشنطن وأنقرة في سوريا، خاصة فيما يتعلق بحفظ وحدة الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب.
وأشار البيان المشترك إلى بحث رفع العقوبات عن سوريا بما ينسجم مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، التي سبق وأعلنت عن رفع العقوبات مطلع الشهر الجاري.
بالتوازي، تواصل الحكومة السورية الجديدة تعزيز تعاونها مع العراق، حيث شدد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال مشاركته في القمة العربية في بغداد يوم 16 أيار، على أن “الأمن بين البلدين مشترك”، مؤكداً وجود تنسيق عالٍ يشمل الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية.
ورغم التقدم الأمني الملحوظ، عادت خلايا تنظيم “الدولة” إلى الظهور في عدة مناطق، إذ شنّت عناصر التنظيم هجوماً على نقطة تابعة لـ”قسد” في بلدة البحرة شرقي دير الزور يوم 19 أيار، أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخر. وفي 17 أيار، وخاضت قوات الأمن السورية اشتباكًا مع خلية من التنظيم في حي الحيدرية بمدينة حلب، أدى إلى مقتل أحد أفراد التنظيم واعتقال أربعة، بينما سقط عنصر من الأمن السوري خلال المواجهة.
وفي عملية أمنية موازية، داهمت قوة تابعة لوزارة الدفاع خلية أخرى في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، وقتلت أحد أفرادها واعتقلت آخر، على خلفية ضلوعهما في اغتيال عنصر من الوزارة.
ويعكس بدء عمل وحدة التنسيق الثلاثية تحولاً نوعياً في آليات التعاون الإقليمي حول الملف السوري، وتحديداً فيما يتعلق بمواجهة التهديد المستمر من خلايا تنظيم “الدولة”، كما يُعد إشراك دمشق رسمياً في تنسيق أمني متعدد الأطراف مؤشراً على تحوّل سياسي يتجاوز المراحل السابقة من العزلة، ويعيد ترتيب أولويات الحرب على الإرهاب بما يتماشى مع خارطة الطريق الإقليمية والدولية الجديدة.