الثورة – ميساء السليمان:
لا تزال أزمة المياه المتفاقمة في حي “الشرقطتلي” الواقع في منطقة سبينة، جنوب دمشق، تلقي بظلالها الثقيلة على حياة القاطنين، وسط وعود متكررة من الجهات أصحاب العلاقة، لإنهاء هذه المعاناة المستمرة منذ سنوات، لكن دون أي تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
يتبع لجهتين.. ويُهمَل من كليهما
يقع حي “الشرقطتلي” ضمن النطاق الإداري لمنطقة سبينة، التي تتبع بدورها لكل من بلدية القنيطرة وبلدية سبينة، ما أفرز نوعاً من التداخل الإداري الذي انعكس سلباً على واقع الخدمات في الحي، وخصوصاً قطاع المياه.
ورغم أن المنطقة شهدت نوعاً من الاستقرار بعد التحرير، فإن الأمل بتحسن الخدمات لم يتحقق، وبقي الواقع على ما هو عليه، بل إن الكثيرين من الأهالي يرون أن الوضع تفاقم مع مرور الوقت، في ظل غياب الحلول الفعلية على الأرض.
بئر واحدة معطلة دائماً
تعتمد المنطقة بشكل أساسي على بئر مياه واحدة، تعاني من أعطال متكررة، وفي حالات كثيرة تبقى خارج الخدمة لأكثر من شهر ونصف، ما يضطر القاطنين إلى الاعتماد على صهاريج المياه الخاصة وشرائها بأسعار مرتفعة ترهق منهم ذوي الدخل المحدود.
إحدى سكان الحي، السيدة (أم خالد) قالت في حديثها لـ”الثورة”: منذ سنوات ونحن نعيش نفس المعاناة، نتوقع تحسن الوضع، لكن البئر تتعطل باستمرار، وعندما نراجع البلدية، نُجابَه بجملة واحدة فقط: “الأعطال كثيرة، والكهرباء لا تساعد”.
وعند مراجعة الجهات المعنية، لمعالجة شكوانا، يُرجع أصحابها السبب إلى انقطاع التيار الكهربائي وعدم استقرار الشبكة، إلى جانب قدم البئر وكثرة أعطاله، متساءلة: لماذا لم يتم حتى الآن تأمين البديل؟ ولماذا لا توجد خطة طوارئ تضمن استمرار ضخ المياه، خاصة في فصل الصيف حيث الحاجة تتضاعف؟
فيما أشار عدد من الأهالي إلى أن بعض الأحياء المجاورة تشهد ضخاً منتظماً في كميات المياه، مطالبين بإجراءات وتدابير عاجلة في التوزيع وعدالة تخصيص الموارد بين مختلف أحياء سبينة.
ويناشد سكان الحي, وزارة الطاقة ومحافظة ريف دمشق، بالتدخل الفوري لإنهاء هذه الأزمة الخانقة عبر إصلاح البئر بشكل جذري أو حفر بديل،وتوفير مصدر كهربائي مستقر لضمان إيصال المياه إلى الحي.
“مياه القنيطرة” توضح
لإيضاح مضمون الشكوى بيّن مدير عام مؤسسة مياه الشرب في القنيطرة المهندس محمد حسين الحسين لـ”الثورة”، أنه تم سحب الغاطسة المعطلة من بئر توسع الشرقطلي بتاريخ2025/5/11 وتنزيل الغاطسة بعد إصلاحها و إعادة الضخ إلى الحي يومياً من الساعة التاسعة صباح إلى الساعة الواحدة بعد الظهر، وبمعدل دوري ماء كل أسبوع لكل قطاع.
وأوضح أن الآبار التي تتبع لوحدة مياه سبينة عددها 18 بئراً , منها15 قيد الاستثمار، والبئر رقم 10 يعمل على الكهرباء المعفى من التقنين لوجوده ضمن المنطقة الصناعية (مجمع فضلون الصناعي), والبئر رقم 16 يعمل على الكهرباء المعفى من التقنين, بعد تقديم مركز تحويل 25 استطاعة ك. ف. أ من أحد المتبرعين من المجتمع المحلي.
وأشار إلى الآبار المتوقفة عن العمل وعددها اثنان، بسبب عدم توفر مركز التحويل الكهربائي اللازم للتشغيل, ونحن في الوقت الحالي بانتظار تزويد المناطق بمراكز تحويل عامة يمكن الاستفادة منها لتشغيل الآبار, فيما البئر رقم 18 جاهز ولم يتم استثماره لعدم وجود شبكة مياه.
وحالياً تقوم منظمة “ميدير الدولية” بمشروع تركيب منظومة طاقة شمسية لزوم تشغيل بئر رقم 9 موقع جامع الشرقطلي, وبوشر بالعمل بتاريخ 16/5/2025، ومدة التنفيذ 45 يوماً, فيما قامت جمعية “لمسة حنان” الخيرية بتقديم غاطسة لزوم بئر سبينة رقم 8, وتقديمها غاطسة مع الكبل الكهربائي لزوم البئر رقم 18 موقع حي كوم الحجر, وتم الضخ بنجاح ولم يستثمر البئر بانتظار تنفيذ شبكة مياه للحي المذكور.