الثورة- منهل إبراهيم:
يمارس الاحتلال الإسرائيلي القتل والضرب والتجويع والنهب ليس فقط في قطاع غزة الجريح بل على كامل التراب الفلسطيني، حيث تعيش الضفة الغربية حالة من الفوضى والقلق، بسبب أعمال السلب والنهب والضرب التي ينفذها المستوطنون، بدعم من جنود الاحتلال الذي يتبنى هذه الممارسات الوحشية ويدعمها.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا تحدث عن اعتداءات المستوطنين ومعاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وذكر تقرير الصحيفة، أن ناجين من هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون متطرفون وصفوا كيف تمت “مطاردتهم” في واد بالضفة الغربية من قبل رجال مسلحين بمسدسات وبنادق وهراوات، وانهالوا عليهم ضربا مبرحا لدرجة أن العشرة كلهم نقلوا جميعا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وكان من بينهم فتى فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاما، وثمانية فلسطينيين آخرين، وناشط إسرائيلي سرقت منه ثلاث كاميرات، وهاتفه، ومفاتيح سيارته، ومحفظته، فقبل لحظات من وصول المهاجمين إلى الناشط، أفيشاي موهار، تمكن من إخراج وإخفاء بطاقات ذاكرة تحتوي على صور توثق المراحل الأولى من الهجوم.
وأكد تقرير “الغارديان” أن المستوطنين المهاجمين، انقضوا على الفلسطينيين الذين كانوا يفككون آخر المنازل في قرية مغير الدير، شرق رام الله، وكان المستوطنون قد أجبروا جميع سكانها على النزوح في حملة عدوانية استمرت أقل من أسبوع.
الإفلات من العقاب
وأشارت “الغارديان” إلى ما سمته عملية “إفلات المستوطنين وجنود الاحتلال من العقاب” وقالت: “كانت مجموعة، تضم رجلين مدرجين على قائمة عقوبات المملكة المتحدة، قد أنشأت سابقا بؤرة استيطانية غير قانونية، على بعد 100 متر فقط من منزل فلسطيني “.
و حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن ذلك يعد دليلا على إفلات المستوطنين من العقاب والتسامح الرسمي مع عمليات الاستيلاء على الأراضي المتزايدة علانية وعنفا، وحصل مصور يعمل لدى منظمة “بتسيلم”، إحدى أكثر منظمات حقوق الإنسان نفوذا في “إسرائيل”، على صور لأعمال العنف الأخيرة.
وقال المصور لصحيفة الغارديان: “ذهبت لتوثيق فرار السكان من القرية، طوال اليوم، بدأ المستوطنون الذين يسكنون الآن في بؤرة استيطانية تقع على بعد عشرات الأمتار من القرية بالتجول واستفزاز السكان، وعندما بدأ الهجوم قدم الجيش الإسرائيلي، وبمجرد مغادرة الجنود، استأنف المستوطنون هجومهم على الفلسطينيين، صعدوا إلى سطح حظيرة مواشي كان القرويون يفككونها وبدؤوا في محاولة دفع الفلسطينيين عنها بضربهم، وبدؤوا بإلقاء الحجارة”.
وأكد المصور لصحيفة الغارديان أنه عقب لحظات، هبط عشرات المستوطنين، على القرية على متن شاحنات ومركبات ودراجات رباعية، كان العديد منهم يحمل هراوات، بينما كان آخرون يحملون أسلحة نارية وبنادق، ونزع مستوطن المسدس من حزامه وبدأ بإطلاق النار، حيث فر الفلسطينيون إلى جانب النشطاء، مسرعين نحو واد قريب، بينما استمر المستوطنون في إطلاق النار وإلقاء الحجارة بحسب الصحيفة البريطانية.
ونقل تقرير الغارديان، عن أحد الرجال الفلسطينيين قوله: “كان ابني عمر، البالغ من العمر 14 عاما فقط، يصور مقاطع فيديو لتوثيق هجوم المستوطنين، استخدم المستوطن طائرة مسيرة لمطاردتنا، ضربوا ابني عمر على رأسه، وتركوه ينزف لأكثر من نصف ساعة في مكان الحادث”.
وأوضحت الغارديان أن المملكة المتحدة “بريطانيا” فرضت عقوبات على مستوطنين إسرائيليين، انضموا إلى حملة طرد الفلسطينيين من منازلهم، وقال رجل فلسطيني وهو والد صبي مصاب في هجوم المستوطنين للصحيفة: “لقد فقدنا 25 منزلا، وتم تهجير المجتمع بأكمله، هؤلاء المستوطنون إرهابيون، إنهم ينتهجون التطهير العرقي ضدنا، لا يهمهم إن كنت طفلا أو بالغا، ولا يميزون بين رجل وامرأة، جميعنا هدف مشروع لهم، ماذا عسانا أن نفعل؟” بحسب الصحيفة.
وختمت الغارديان البريطانية بالقول “بالنسبة للعديد من العائلات التي أُجبرت على النزوح، كان ذلك بمثابة نزوح ثان على أيدي الإسرائيليين، حيث أُجبر آباؤهم وأجدادهم على مغادرة أراضيهم القريبة من مدينة بئر السبع عند تأسيس إسرائيل عام 1948”.