الثورة – مريم إبراهيم:
“من الحرية إلى الإعمار- الإمكانيات والتحديات” عنوان الندوة العلمية الدولية التي انطلقت اليوم بين جامعتي دمشق وغازي عنتاب الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا التركية في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق.
وناقش المشاركون في الندوة موضوع المعرفة والإرشاد الثقافي في مسار الإعمار والسياسات التعليمية ما بعد الحرب والأولويات والتحديات في عملية إعادة البناء ومستقبل مستقر مع التعليم ورأس المال البشري وإحياء النسيج المعماري في المدن العريقة وبعض الأولويات الأساسية التي يجب أخذها في الاعتبار عند وضع سياسات التعليم في سوريا بعد الحرب والسياسات التعليمية وأسئلة الهوية.
مشاركون
مشاركون في الندوة أكدوا في لقاءات لـ”الثورة” أهمية المواضيع المطروحة للنقاش في هذه المرحلة المهمة في سوريا والتي تتطلب ليس فقط بناء الحجر، وإنما أيضاً بناء الإنسان والفكر، فمرحلة الإعمار تتطلب مجهودات وأنشطة مختلفة.
رئيس جامعة غازي عنتاب الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور شيخ موسى دمج، أوضح أهمية الندوة لناحية المواضيع التي تناقشها في مرحلة مهمة يعيشها السوريون حالياً وتحتاج لإعادة إعمار شاملة، مؤكداً استعداد الجامعة بكل كوادرها ومقوماتها لتقديم الدعم والمساعدة بالعلم والتكنولوجيا لتعود سوريا كما كانت تشع من جديد بالعلم والحضارة.
مشروع حضاري
الأستاذ في جامعة غازي عنتاب الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور فيصل الحفيان، بين ضرورة تطوير الفكر وبناء الوعي والمشروع الحضاري، وينبغي أن نكون أصحاب مشروع حضارة، وفكر بصيرة وتبصر والتزام، ويتوجب العمل والجدية ضمن هذه المنظومة وتأسيس البنية التحتية لانطلاقة علمية ناجحة، والحالة السورية مختلفة وهي مثال مركزي وحالة مغايرة يجب التنبه إليها، وعكست خبرة الشعب في الصبر والإرادة القوية، والمهم حالياً التطلع نحو المستقبل، مضيفا: اليوم وصلنا لمرحلة الحرية والتحرر ومواجهة معركة جديدة هي الإعمار بعد التحرير، والتعمير هو العمران وليس مجرد بناء المباني وإنما تعمير النفوس و احياؤها، فهو رؤية شاملة لمجتمع شامل ومتكامل، للمشروع ستة أبعاد هي القيم والتراث الفكري، مع التنبيه لأهمية اللغة العربية، وهناك المعرفة والسياسة والاقتصاد والاجتماع وإتقان العمل، وسوريا اليوم في مرحلة صعبة تتطلب جهوداً كبيرة للنهوض بالمشروع.
مصدر المعرفة
أستاذ علم المعلوماتية بجامعة دمشق ورئيس جمعية المكتبات والوثائق السورية الدكتور عيسى العسافين، تحدث حول تكامل المعرفة والتراث وأثره على العمران في الواقع السوري والخصائص الأساسية للمعرفة وإمكانية توليد المعرفة وامتلاكها ولها أربع عمليات منها استيعاب المعرفة وتوظيفها وتوليدها وتقسم المجتمعات إلى مجتمعات مشاركة ومتصلة ومجتمعات معزولة أو مهمشة، وهناك دورة حياة المعرفة وتصنيفاتها، كما أن للتراث أهميته في الحفاظ على الهوية والخبرات والمعارف وتعزيز الانتماء والمحافظة على التنوع المعرفي وتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي والمساهمة في التنمية المستدامة، وهناك أنواع للتراث المادي واللامادي والطبيعي، إضافة لدور المعرفة والتراث في بناء الإنسان والبنى الأساسية للمعرفة ،وحسب العسافين في تحليل لوضع التعليم المدرسي في سوريا يتضح عدم وجود المفهوم التربوي الصحيح، ولازال التعليم معتمداً على الحشو والتلقين، ومهم أن يكون الكتاب الجامعي مصدر للمعرفة.
تقاطع علوم
مستشار التطوير المؤسسي الدكتور محمد حسان إدلبي، أوضح معوقات التنمية والتطور المؤسسي نحو استدامة مستدامة للمشروع الحضاري، فمعضلة التنمية الدولية تعوق الجهد، وأهمية العمل على تنمية محلية أخلاقية فعالة ذات مغزى وبناء مؤسسات، والأفضل أن يقوم المجتمع بعملية التنمية وهي ليست بنى تشغيلية مؤقتة.
وشرح الدكتور إدلبي التعليم الطبي ما بعد الجامعي في شمال سوريا، كما أن معظم الكفاءات هاجرت خارج سوريا، وضعف العلوم الإنسانية هو عائق أمام التنمية وعملية البناء معقدة تحتاج لاختصاصات مختلفة، كما أن هناك فرقا بين موضوع الإغاثة وكيفية بناء الدولة، وهناك فجوة بين كوادر الداخل والخارج يجب الانتباه لها في عملية بناء منظومة التعليم العالي، ولا يمكن بناء دولة بأشخاص لا يعرفون بعضهم البعض، ولسد الفجوة مهم معرفة المشكلة ولغة البحث، فهناك الرواد المؤسسين ولهم دورهم الهام في سد الفجوة، وضروري تمكين وإصلاح مؤسسات التعليم العالي، ونحتاج لتقاطع العلوم ودمجها.
تجارب أخرى
عميد كلية الآداب الثالثة بدرعا محمد رفعت المقداد، بين أنه لابد من أن نبحث عن مصادر أخرى للتنمية، فهناك موضوع الترجمة، ومعرفة نهج الدول المتقدمة وهناك عناصر للتنمية ولها مؤشرات تقاس بها، ولابد من التغيير في بناء المجتمع، فحالها يعاني من التفكك، ومهم أن ننهض بالمجتمع والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال لتنمية وإعمار أفضل،
واستخدام مؤشرات أين وصلنا في عملية التنمية، والتنمية يجب أن تكون شاملة اجتماعية واقتصادية والنهوض بالريف والمدن، وتنمية تشمل جميع الأقاليم بسوريا، وأن تكون مستدامة ونحسب حساب الأجيال القادمة.