الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
الاضطرابات النفسية ليست ضعفاً في الشخصية، بل حالات صحية تحتاج تقبل ودعم، كل شخص يستحق فرصة جديدة هذه بعض النقاط الهامة التي تناولتها الندوة العلمية في كلية الصيدلة بجامعة حمص، بالتعاون مع مؤسسة آفاق الخير، بعنوان “الصحة النفسية والإدمان في ميزان الوعي والتعافي”، ألقاها المدير الطبي في مركز الأمل بمدينة عفرين الدكتور عبد العزيز عبدو- متخصص بالصحة النفسية وعلاج الإدمان، بحضور عدد من طلاب الصيدلية وبعض الشباب المهتم.
قابلة للعلاج
تناول الدكتور عبدو، الصحة النفسية بشكل عام، وسوء استخدام مواد الإدمان من خلال إضاءات على بعض جوانب موضوع الصحة النفسية ومفهوم المرض، ولاسيما إن المرض النفسي يكون جانب مخفياً، أي “جانب الظل” على مستوى العالم، ولا يتم التطرق له عموماً بشكل واسع، وخصوصاً في الأزمات تتضاعف المشكلات النفسية.بالإضافة للمشكلة القديمة الحديثة المتنامية.
وأكد على ضرورة تضافر الجهود لنحيط بهذه الظاهرة المدمرة للمجتمع، كونها مشكلة حقيقية، متمنياً من زملائه في الكليات العلمية أن يكونوا صوت الوعي والثقافة الطبية المتعلقة بالصحة النفسية، واعتبر الصحة النفسية فرعاً من فروع الطب ولها بروتوكولاتها الخاصة التي تعالج هذا القسم، أما القسم الآخر من الإدمان يصنف في مراحل معينة كمرض نفسي، الذي يعنى بعلاجه الطبيب النفسي وكل العاملين في هذا القطاع النفسي، بالإضافة لمساعدة أطباء آخرين والعاملين الصحيين، لافتاً إلى أن الهدف الأول من المحاضرة التنويه بوجود أمراض نفسية قابلة للعلاج ويساء فهمها من المجتمع أو تكون غير مفهومة إطلاقاً حتى من الناس العلميين.
شريحة الشباب
عميد كلية الصيدلة الدكتور وليد خدام، فأشار إلى أنهم اليوم أمام فعالية ومحاضرة علمية توعوية، تتناول الصحة النفسية والإدمان، تستهدف شريحة الشباب حول بعض القضايا الحساسة والهامة التي يمثلهم طلاب الجامعة، ومن ناحية أخرى تتم الاستفادة من خبرات مركز الأمل في عفرين الذي يعنى بالصحة النفسية والإدمان والحالات النفسية المختلفة، وسيبنى على الندوة عدد من الأفكار والمشاريع القادمة، وسيكون هناك تعاون بأشكال مختلفة مثل تقديم محاضرات علمية أو تعامل مهني، وربما تنظيم زيارات علمية للطلاب إلى المركز في الشمال للتعرف على تجربتهم وما يقدمون من خدمات.
مفرزات الحرب
وأكد نائب مدير مؤسسة آفاق الخيرية محمد فراس خضور أن المحاضرة موجهة للشباب لأنهم أكثر تعرضاً للإدمان واستخدام الأدوية بشكل خاطئ، واعتبر الإدمان أحد مفرزات الحرب التي حصلت، وأنه يوجد الكثير من الإصابات نتيجة تعاطي الجرحى للعقاقير الطبية المخدرة، مما ينتج عنه الإدمان وقد يستمر العلاج بين شهرين وثلاثة أشهر.
مشيراً إلى أن مؤسسة آفاق تنبهت للموضوع وتواصلت مع مركز الأمل للتنسيق لإقامة هذه المحاضرة لتوعية الشباب وخصوصاً طلاب الصيدلية لأنهم معنيون بموضوع العقاقير الطبية.
اختصاصي التمريض والصحة العقلية في مركز الأمل أحمد حاج محمد، بين أن هدف المحاضرة تقديم إضاءات حول الصحة النفسية ومؤشراتها، وكيفية الوقاية ورفع مستوى الوعي عند استخدام العقاقير الطبية، وتناول كيفية طلب الرعاية في الصحة النفسية، وكيف يمكن استقطاب طلاب كلية الصيدلة ليكونوا مشاركين معهم، واستقطاب المعلمين والصيادلة والنقابين لبناء شبكة دعم وتعاون لتقليل مخاطر استخدام المواد الإدمانية، مشيراً إلى أهمية التعريف بمركز الأمل للتأهيل النفسي في الشمال، وأن المركز استقبل العديد من الحالات وتم تعافي بعضها، ويمكن أن يتم التعاون مع بعض النقابات، ليتم إحالة بعض الأشخاص ممن لديهم إدمان.