جامعة دمشق تحتفي بالتراث الشّعبي بعنوان “سوريا المستقبل بين التراث والحداثة”

الثورة – عبير علي:
انطلقت في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية اليوم الفعالية السادسة للتراث الشعبي بعنوان”سوريا المستقبل بين التراث والحداثة” في كلية الآداب بجامعة دمشق، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين بالثقافة والتراث.
أكد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان في كلمة الافتتاح أن العلاقة بين التراث والحداثة علاقة معقدة لكنها في حوار دائم ، فالتراث يمثل الإرث الثقافي والتاريخي للمجتمع وهو المكون الأساسي للحضارة ،بينما تُجسد الحداثة الابتكار التقدم التكنولوجي في سياق التنمية المستدامة، وإنه من الضروري الحفاظ على التراث مع ضرورة دمج العناصر الحديثة لتعزيز بنية ثريّة وحوار غني. موضحاً أن الحوار بين التقاليد والتقدم يخلق مستقبل يحترم الجذور التاريخية مع الاستجابة للاحتياجات المعاصرة انطلاقاً من أن الحداثة التي تمثّل هويّة كل شعب وتميّزه عن غيره من الشّعوب اجتماعياً وثقافياً وتاريخيا.ً
مؤكداً أننا اليوم أمام لغة جديدة في قلب حوار واسع الأفق بين الحداثة والتراث التي تأخذ صيغاً أخرى أهمّها الأصالة والمعاصرة.
كما تمنّى الجبان أن يخرج المشاركين من فعاليّتهم بتوصيات تتناول منهجاً ورؤى واضحة وألا تكتفي بالتنظير، وأن تجد هذه التوصيات طريقها إلى الانخراط الواعي في آليات لحفظ تراثنا وحضارتنا، وأن تقدم رؤى توفيقية جديدة بين القديم والجديد انطلاقا من إن الحداثة ظاهرة إنسانية تعمل علي تحديث الشعوب دون المساس بالثوابت والقيم الوطنية والدينية والتاريخية.
وقد ضمت الفعالية محاضرات فكرية قيمة تتناول التراث الشعبي وأهميته على مدى يومين، وفي يومه الأول ألقى الدكتور محمد العبد الله محاضرة بعنوان “الأهميّة الاستراتيجية والاقتصاديّة للجولان”.
تناول فيها مجموعة من النقاط تضمنت الأهمية الاقتصادية للجولان والأهمية الاستراتيجية كونه يحتوي مجموعة من التلال المرتفعة التي تشكل محور مقاومة ودفاع عن سوريا.
فالجولان أرض خصبة وشهدت الكثير من الحضارات على أراضيها كالرومانية والبيزنطي التي جالت على أرضها والتي من تجولها جاء اسم الجولان. كما تحدّث عن الأماكن السياحيّة والأثرية فيها كمنطقة بانياس وجباتا الخشب وجبات الزيت وجنين.
بالإضافة إلى الطاقات المتجددة وهواء الجولان النقي، وموقعه على بحر من الغاز والبترول وهذا ما كشفته الصهاينة موخراً، وأشار عبدالله إلى المراكز البحثيّة التي بلغ عددها أربعة مراكز بحثية زراعية، وثلاث جامعات خاصة أقامتها الصهاينة . متمنياً الدكتور العبدالله إحداث جامعة خاصة تحمل اسم جامعة الجولان، منوهاً إلى ضرورة وضع برامج تثقيفية لتعريف الطلاب والشباب بالجولان وأهميته وموقعه.
بينما ألقى الدكتور قاسم ربداوي محاضرة بعنوان “دور التراث العمراني في التنميّة السياحيّة لمحافظة درعا”.
أشار فيها إلى أهمية التراث العمراني كونه يشكل عملية جذب سياحي للمحافظة التي تضم مئات المواقع التراثية العمرانية التي تجذب السياح وتنشط السياحة الداخلية والخارجية.وهذا يشكل زخماً كبيراً للمحافظة عليها فيما يتعلق بالموازنة المالية وتشغيل اليد العاملة والعمل على ترميم وإحياء المواقع التراثيّة التي تعرض قسم كبير منها للتخريب خلال سنوات الثورة.


ويعتبر هذا الدور أساسي لتأثره بالموقع الجغرافي والعوامل الجيولوجية (مواد البناء) مثل البازلت الأسود هذا الحجر القاسي المكون الأساسي لكل المواقع الأثرية والتي شكلت قوة جذب كبيرة للسياح كالجسور والقناطر وأشكال فنيّة متميّزة جداً وهذا يشمل الجانب التقني، وهناك الجانب الاجتماعي والصناعات اليدوية التقليدية والأسواق الشعبيّة، بالإضافة لزيارة المتحف الوطني في مدينة درعا فهناك أكثر من 800سائح سنويا، ومهرجان بصرى السنوي الدولي، والذي تشارك فيه فرق عالمية.ولكن خلال الثورة غابت السياحة بشكل مطلق مما شكل تعقيدات وخسارة كبيرة لقطاع السياحة في المحافظة
وختم ربداوي بالقول: نظمنا من خلال هذه الندوة السنوية والزخم الموجود فيها والتي جاءت بعد التحرير مجموعات من المقترحات الغاية منها إعادة تأهيل المواقع الأثرية كي تتحول لعملية جذب سياحي واستخدام الإعلام المرئي والمسموع لجذب السياح وهذا يعتبر حقيقة مكسب كبير ونأمل أن تأخذ طريقها للتنفيذ.
من جهته تناول الدكتور سعيد الحجي في محاضرة له بعنوان “إدارة وحفظ التراث الثقافي في سوريا” وضع استراتيجية لحماية وحفظ التراث السوري وتطوير الإدارة الحالية، وإنشاء إدارة خاصة بالمواقع الأثريّة وأخرى خاصة بالمتاحف ،وإدارة خاصة بالتّراث الثقافي غير المادي بهدف تطوير العمل الإداري وتطوير المواقع الأثريّة والمتاحف السوريّة كي ترقى إلى المستوى العالمي، إضافة إلى فتح المتاحف السوريّة أمام الزوار ، وإعادة القطع الأثرية إلى متاحفها الأصليّة بعد أن تم نقلها أثناء الحرب .كما دعا إلى تشجيع البعثات

الأثريّة العاملة في سوريا.
إذ تم مؤخراً الانتهاء من البعثة الأثريّة الألمانيّة العاملة في قلعة حلب، والبعثة الهنكارية ..وبعثات أخرى سوف تأتي إلى سورية .
كما تم طرح تفعيل النشاط العلمي والثقافي بين الجامعات السورية والسلطة الأثرية متمثلة بمديرية الآثار والمتاحف بالإضافة إلى الجامعات الأوروبيّة والمتاحف العالميّة لتنفيذ أعمال على الأرض.
يذكر أن الفعاليّة السادسة للتراث الشعبي بدأت اليوم وتستمر يوم غد بجلستين متتاليتين تحت إشراف نخبة من الأكاديميين في كلية الآداب المتخصّصين في التراث السوري والفلسطيني والخط العربي إضافة إلى تناول دور الإعلام في الحفاظ على التراث الشعبي.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين