الثورة – سيرين المصطفى:
نظم العشرات من موظفي شركة كهرباء إدلب وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى قصر المحافظ، للمطالبة بإنصافهم بعد سنوات من الفصل التعسفي الذي طالهم بسبب مواقفهم من الثورة السورية، ورفضهم الالتحاق بمؤسسات النظام البائد قبل تحرير البلاد منه. ورفع المحتجون لافتات عبّرت عن معاناتهم ومطالبهم، على أمل أن يصل صوتهم للحكومة وأن تلبى حقوقهم. وجاء في اللافتات عبارات تعبر عن حقوقهم مثل: “نحن من شيدنا صرح الكهرباء لا تنسوا أعمالنا وبناءنا نحن أصحاب حق”، و”لن ندفن أحياء ونحن من جاهد وضحى لإحيائكم”، كما رفع أحدهم لافتة فيها عبارة :”سرقت أعمارنا.. فهل تسرق حقوقنا؟”، كما أكد البعض منهم على ضرورة حصولهم على مستحقاتهم: “ارمونا بالرصاص ولا ترمونا بلا رواتب”. وفي حديثهم خلال الوقفة، عبّر عدد من الموظفين عن ألمهم نتيجة عدم التحاقهم بوظائفهم بعد، خاصة أنهم ضحوا باستقرارهم وأمنهم الوظيفي من أجل مواقفهم المبدئية. تحدث أحد الفنيين عن خدمته الطويلة في هذا المجال دون أي تقصير، ليُفصل فقط لأنه رفض العودة إلى العمل تحت إدارة النظام المخلوع. ويُقدَّر عدد المتضررين من هذا الفصل التعسفي بأكثر من 1000 موظف، بعضهم خدموا لعقود طويلة في مجال الكهرباء، وكانوا من أعمدة البنية التحتية في المدينة، قبل أن يُحرموا من وظائفهم وحقوقهم نتيجة لمواقفهم السياسية، أو رفضهم العودة لمتابعة عملهم في المناطق الأخرى التي كان يسيطر عليها نظام الأسد المجرم بعد تحرير إدلب منه.
المشاركون أكدوا أن تحركهم ليس بدافع المعونة أو المنة، بل هو وقفة كرامة ومطالبة باسترداد الحقوق المسلوبة. تأتي هذه الوقفة في وقت تشهد فيه إدلب تحديات كبيرة في قطاع الخدمات والبنى التحتية، ويأمل الموظفون المفصولون أن يُعاد النظر في ملفاتهم، خاصة في ظل حاجة المدينة إلى الكفاءات والخبرات المحلية.