الثورة – ثورة زينية:
تشير الأبحاث العلمية في مجال هندسة وتخطيط المدن المستدامة إلى أن المباني الخضراء تعزز من صحة ورفاهية المستخدمين، ما يساهم في تحسين الإنتاجية في بيئات العمل المختلفة.
والمباني الخضراء عبارة عن مشاريع بناء عقارية مطوّرة، تمّ تصميمها بطرق معتمدة على تقنيات غرضها الحفاظ على البيئة وتقليل الاستهلاك غير المستدام للموارد الطبيعية، كما تهدف هذه العقارات إلى تحقيق التوازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
خطّة تنمية مستدامة
الخبيرة في خدمة تصميم المدن والتخطيط الحضري المهندسة راما الحناوي، بينت في حديثها لـ”الثورة” أننا اليوم- ونحن في بداية الطريق لإعادة إعمار البلاد، بأمس الحاجة لاعتماد نظام المباني الخضراء، فهي توفر العديد من المزايا للعديد من الجهات المعنية بصناعة البناء، وتشمل في العادة جودة هواء أفضل وإضاءة طبيعية وفيرة ومكافحة الضوضاء.
مضيفة: للأسف تعتبر العاصمة دمشق اليوم واحدة من أسوأ المناطق الحضرية كونها تفتقر إلى خطّة تنمية مستدامة فعلية وواضحة، من حيث إدارة النفايات، النقل، وكفاءة الطاقة، وحتى المساحات الخضراء، موضحة أن الفرق بين المباني الخضراء والمباني التقليدية هو مفهوم التكامل، ويقوم فريق متعدد التخصصات من المتخصصين في البناء بالعمل معاً منذ مرحلة ما قبل التصميم إلى مرحلة ما بعد السكن لتحسين خواص الاستدامة البيئية للمبنى وتحسين الأداء والتوفير في التكاليف.
عمر افتراضي أطول
ونوّهت بأن المباني الخضراء لا تقدّم فقط استدامة إنشائية وبيئية، ولكن أيضاً تقدّم فوائد لمالكي المباني ومستخدميها، فتكاليف البناء والتشغيل المنخفضة والراحة المتوفرة والبيئة الداخلية الأفضل صحياً، بالإضافة لتكاليف صيانة أقل وعمرافتراضي أطول، كلّ هذا يعدّ من خصائص المبنى الأخضر.
وتعرف المهندسة الحناوي المبنى الأخضر، بأنه يراعي الاعتبارات البيئية في كلّ مرحلة من مراحل البناء والاعتبارات الرئيسة التي تراعى هي :
تصميم الفراغات وكفاءة الطاقة والمياه، وكفاءة استخدام الموارد وحماية التوازن البيئي الموجود، وتحسين البيئات التي قد تكون قد تضررت في الماضي كما هي الحال في المناطق المدمرة في سوريا.
واعتبرت خبيرة تخطيط المدن كفاءة استخدام الطاقة واحدة من أهم العوامل في تصميم البيوت الخضراء، من الاختيار الدقيق للنوافذ، والعزل جيد للحفاظ على درجة حرارة الهواء، والوضع الصحيح لعوازل البخار والهواء، واستخدام الطاقة النظيفة في التدفئة والتبريد، لتجعل المبنى كفوءاً في استخدام الطاقة والطاقة المتجددة لتلبية الاحتياجات من الطاقة بما يقلل إلى حدّ كبير من البصمة الكربونية لهذه المباني، إضافة إلى أن البيوت الخضراء تشدد على الحفاظ على الماء وترشيد المياه يعد خاصية أخرى مميزة للمباني الخضراء.