تحديات مزاولة الهندسة في مرحلة الإعمار.. م. شاكر لـ”الثورة”: رفع مستوى الكفاءات ومعايير لتصنيف المكاتب
الثورة – محمود ديبو:
رأى أمين سر فرع دمشق لنقابة المهندسين المهندس ماهر شاكر أن مزاولة مهنة الهندسة في مرحلة الإعمار تواجه بجملة من التحديات المختلفة، وأن العمل جارٍ حالياً على تجاوز سلسلة العقبات التي تحول دون ممارسة النقابة لدورها المهني والفني والعلمي والتنظيمي، من خلال لجان تعمل على إيجاد البيئة المناسبة لمواكبة التطورات القادمة التي تحملها مرحلة الإعمار في سوريا.
دور النقابة
ومن بين هذه التحديات وجد المهندس شاكر في حديثه لـ”الثورة” ما هو مرتبط بمرجعية النقابة العلمية والمهنية، ويجب ألا تكون النقابة تحت وصاية حزبية أو سياسية فهي جهة ذات استقلالية، كذلك لا بد من أن تأخذ النقابة دورها الاستشاري في أعمال الدولة الهندسية والمشاريع الكبرى، وكذلك في التخطيط الإقليمي والحضري، ورفع مستوى الكفاءات الهندسية ومواكبة الحلول والتقانات المعاصرة، واعتماد آليات لتصنيف المكاتب الهندسية وفق المعايير المطلوبة لتتمكن من استقبال مشاريع كبرى مستقبلاً، كذلك فإن هناك تحدياً يتمثل بالعقلية المقاومة للتغيير وهذه لن تتمكن من مسايرة التطورات والانخراط في عمليات الإعمار القادمة.
وأشار المهندس شاكر إلى أهمية البحث العلمي الهندسي لتطوير العمل، ورفع قدرة المهندس السوري التنافسية، وهنا من واجب الدولة حماية القطاع الهندسي السوري من منافسات مؤسسات القطاع العام، والمنافسات الخارجية وحتى منافسة بعض الشركات المحلية الخاصة.
ولفت إلى تفعيل دور النقابة في ممارسة الرقابة المهنية، وهنا الرقابة ليس فقط على السلوكيات والأخلاقيات فقط، وإنما أيضاً رقابة على المنتج الهندسي، ذلك أن المنتج الهندسي، وإن كان ملكاً لصاحبه الذي أنتجه (المهندس) إلا أنه هو في الأساس ملك للمجتمع المحلي بصرياً ومدينياً، ولا يحق لأحد أن يقرر لوحده ما يجب أن يبنى هنا أو يشيد هناك.
وبحسب المهندس شاكر، هذا الدور الرقابي للنقابة سيبقى مشلولاً إذا ما كانت هناك وصاية سياسية أو حزبية عليها، كذلك من التحديات التي لا بد من تخطيها وإيجاد حلول لها هي إيجاد كود لأخلاقيات المهنة، والمحافظة على قوانين المهنة وتقاليدها.
ولفت إلى أن آليات تدقيق الدراسات الهندسية الحالية هي غير فعالة، ويجري العمل على تطويرها للارتقاء بجودة المنتج الهندسي.
من جهة ثانية، وفي إطار هيكلة النقابة وتنظيمها الداخلي رأى المهندس شاكر أن النقابة هي جمعية علمية مهنية ويجب أن تأخذ لجانها المختلفة دورها العلمي والمهني الصحيح، كذلك بالنسبة للهيئات الانتخابية فهي كانت تنتج أو تفرز قيادات نقابية غير فعالة ولذلك نحتاج لمناقشة هذا الأمر ووضع الأسس التي تؤدي إلى وصول الشخص المناسب إلى القيادة النقابية.
استثمار الموارد والترويج للمنتج
وفيما يتعلق بصناديق النقابة واستثمارات خزانة التقاعد، فهي لا بد أن تدار من قبل أشخاص ذوي خبرة بالمجال المالي والمحاسبي والاستثماري، بما يؤدي إلى تطوير مصادر دخل النقابة وتحقيق قيمة مضافة حقيقية لأموال النقابة وفروعها وتنمية هذه الأموال لخدمة المهندسين بكافة شرائحهم.
ورأى ضرورة أن يكون للنقابة دور في الترويج للإنتاج الفكري الهندسي، وهذا يتطلب بالبداية تطوير هذا الإنتاج وتسويقه ومعرفة الأسواق التي نتوجه إليها، واختيار الأنسب منها، وإنشاء وحدة خاصة بالنقابة تهتم بتصدير العمل الهندسي عبر تفعيل دور السفارات في استقطاب المشاريع الهندسية، والمشاركة في كل المعارض الإقليمية والعالمية، وتقديم عرض عن المكاتب والشركات الهندسية، ومتابعة المناقصات والعطاءات الدولية وتزويد المكاتب بها، ومتابعة الجهات المانحة لتحسين تقديم الخدمات الهندسية.
ومن بين التحديات التي تعرض لها المهندس شاكر كان تحدي المعايير والنورمات الهندسية، ومن المهم تفعيل نورم دقيق للمسألة المهنية، وإنهاء لجان التأديب وغيرها، ووضع ضوابط تطبيقات البرمجة الهندسية، وكودات وطنية للتخطيط العمراني ورخص البناء، والمساهمة في تطوير نظام العقود للقطاع العام.