الثورة – خاص
جددت السفارة الأميركية في سوريا التزام واشنطن بدعم عملية انتقال مسؤولة لإدارة المخيمات في شمال شرق سوريا إلى الحكومة السورية الجديدة، وضمان العودة الطوعية والآمنة للنازحين السوريين إلى مناطقهم الأصلية.
وأكدت السفارة، في بيان رسمي عبر حسابها، أن 42 عائلة سورية، تضم 178 شخصاً، غادرت مخيم الهول بتاريخ 15 حزيران، في إطار عملية منظمة بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع إدارة المخيم والسلطات المحلية ووحدة دعم الاستقرار (StabUnit)، وذلك في خطوة جديدة نحو إنهاء معاناة النازحين وتسهيل اندماجهم مجدداً في مجتمعاتهم.
وفي سياق متصل، وصلت مساء الأحد إلى ريف حلب 43 عائلة سورية قادمة من مخيم الهول، في عملية إنسانية نوعية نُفذت بالتعاون بين الحكومة السورية ووحدة دعم الاستقرار، وبدعم من وزارة الخارجية الأميركية، وبمشاركة جهات محلية ودولية، أبرزها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومعهد “DT Institute”، والمركز السوري للدراسات والحوار.
وجاءت هذه الخطوة ضمن مبادرة إنسانية حملت اسم “قافلة الأمل”، هدفت إلى إعادة دمج الأسر السورية النازحة في مجتمعاتها الأصلية، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة تتيح لهم استئناف حياتهم بكرامة.
وأوضح المنظمون أن العائلات وصلت إلى مراكز استقبال مجهزة مسبقاً بمستلزمات الإيواء الأساسية، فضلاً عن تقديم الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، تمهيداً لنقلهم لاحقاً إلى مناطق سكنية آمنة في محافظة حلب، ولمّ شملهم مع أسرهم.
وبدأت عملية المغادرة صباح الأحد، بعد استكمال الإجراءات الإدارية والأمنية داخل المخيم، إذ بلغ عدد المغادرين 187 شخصاً، معظمهم من أبناء محافظة حلب، بينهم نساء وأطفال، وعدد من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقدمت الولايات المتحدة دعماً لوجستياً ومادياً للعملية، من خلال تأمين وسائل النقل والإمدادات الطبية، بالتنسيق مع السلطات السورية والإدارة الذاتية، بعد اتفاق مشترك جاء تتويجاً لزيارة وفد حكومي رفيع المستوى إلى مخيم الهول في أيار الماضي، بحضور ممثلين عن وزارات الداخلية والخارجية والأجهزة الأمنية، إلى جانب ممثلين عن قوات التحالف الدولي.
وتُعد هذه العملية جزءاً من خطة تدريجية بدأتها الإدارة الذاتية مطلع العام 2025، تتيح خروج النازحين السوريين من مخيم الهول بشكل طوعي ومنظّم، إذ سبقتها في نيسان الماضي عودة 76 عائلة إلى محافظة دير الزور.
ويُصنّف مخيم الهول، الواقع تحت إشراف “قوات سوريا الديمقراطية”، كواحد من أعقد الملفات الإنسانية والأمنية في المنطقة، ويؤوي أكثر من 15 ألف نازح سوري موزعين على نحو 4500 عائلة، بالإضافة إلى 15 ألف لاجئ عراقي، وما يزيد عن 6000 شخص من جنسيات أجنبية، بعضهم من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”.
في ظل هذه الظروف الصعبة، تُشكّل عملية “قافلة الأمل” بارقة أمل للعديد من الأسر النازحة، وسط دعوات متزايدة من الجهات المحلية والدولية لتسريع الحلول المستدامة لقضية النازحين في سوريا، وتهيئة الظروف الآمنة للعودة الطوعية والمجدية إلى مناطقهم.
