الثورة – عبدالغني العريان :
في خطوة نوعية لدعم القطاع السياحي وتعزيز بيئة الاستثمار في محافظة حلب، عقد مكتب الاستثمار بالتعاون مع وزارة السياحة ورشة عمل موسعة، شارك فيها وزير السياحة المهندس مازن صالحاني ومحافظ حلب المهندس عزام الغريب، إلى جانب عدد من المستثمرين وممثلي القطاعات السياحية والخدمية في المحافظة.
الورشة التي أقيمت في مدينة حلب جاءت بهدف تقييم واقع الاستثمار السياحي، وطرح آليات عملية لإعادة تنشيط هذا القطاع الذي يُعدّ من أكثر القطاعات تأثراً خلال السنوات الماضية، لاسيما في ظل التحديات التي ماتزال تعيق عودته إلى سابق عهده.
وفي افتتاح أعمال الورشة، أكد محافظ حلب المهندس عزام الغريب أن تحسين البنية التحتية السياحية يشكل أولوية مشتركة بين المحافظة ووزارة السياحة، مشيراً إلى أن الجهود تتركز حالياً على تطوير خريطة استثمارية متكاملة تشمل مختلف المواقع السياحية والأثرية والدينية في المدينة، إلى جانب تسهيل إجراءات التراخيص للمستثمرين، وتذليل العقبات الإدارية التي قد تعيق انطلاق المشاريع.

بدوره، أوضح وزير السياحة المهندس مازن صالحاني أن محافظة حلب تحتضن ما يقارب 580 منشأة سياحية، إلا أن نحو 330 منها لا تزال خارج الخدمة نتيجة الأضرار التي لحقت بها خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن الوزارة تتابع تنفيذ خطة لإعادة تأهيل هذه المنشآت بالتعاون مع الجهات المعنية، ووفق أولويات محددة بناء على احتياجات السوق وتوزّع الكثافة السكانية والسياحية.
وقدم مكتب الاستثمار خلال الجلسة عرضاً تفصيلياً لمقومات محافظة حلب السياحية، شمل المعالم الأثرية والتاريخية، والفنادق والمطاعم، والمهن الحرفية التقليدية، إضافة إلى البنية التعليمية في المجال السياحي، من معاهد وكوادر بشرية قابلة للتطوير.
وشملت المناقشات التحديات التي تواجه قطاع السياحة، والتي تمثلت بخروج عدد كبير من المواقع والمنشآت عن الخدمة، والنقص في الكوادر المدربة والمتخصصة، وارتفاع التكاليف التشغيلية، فضلاً عن الحاجة لتحسين مستوى الأمان في بعض المناطق الحيوية.
وأكد الحضور خلال الورشة على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وتوحيد الجهود الحكومية والخاصة لوضع رؤية استراتيجية متكاملة تعيد لحلب مكانتها السياحية على المستويين المحلي والدولي، مشيرين إلى أهمية تفعيل الشراكات الاستثمارية، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للمساهمة في إعادة بناء وتشغيل المنشآت السياحية المتوقفة.
كما شهدت الورشة حضوراً واسعاً ضم ممثلين عن المنشآت والمكاتب السياحية، ومديريات السياحة والمالية والبلدية والتموين، إضافة إلى نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال الذين طرحوا رؤيتهم حول متطلبات النهوض بالقطاع السياحي في المرحلة المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة لقاءات أطلقتها محافظة حلب بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة، بهدف تحفيز الاستثمار في مختلف القطاعات، حيث سبقتها ورشة عمل عامة بمشاركة مديريات المحافظة وغرف الصناعة والتجارة والنقابات، على أن تستكمل الجلسات لاحقاً لتشمل مجالات التعليم، والتكنولوجيا، والطاقة.