الثورة _سهى درويش:
يحتضن ريف الساحل السوري واحدة من أجمل المحميات الطبيعية وأكثرها غنىً بالتنوع البيولوجي وهي محمية الفرنلق, تشكل نموذجاً للتوازن بين حماية الطبيعة ودعم المجتمعات الريفية المحيطة بها، وتحديداً الغذائية والتنموية.
مرفق حيوي هام
بيّن مدير محمية الفرنلق سومر مريم أن منطقة غابات الفرنلق تحتل موقعاً جغرافياً هاماً توفرت فيه عدة عوامل مجتمعة تكسبها أهمية خاصة من الناحية البيئية والسياحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية جعلها محط اهتمام كبير على الصعيد المحلي والعالمي أعلن عنها كمحمية طبيعية عام 1999 على مساحة 5360 هكتارا، وبدأ العمل بها عام 2005 من قبل مشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات الذي استمر حتى عام 2012 بدعم من مرفق البيئة العالمي GIF وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP
حماية الغابة من التعديات
وأوضح مدير المحمية إطلاق عدد كبير من المشاريع مع المجتمع المحلي، وتشكيل أربع لجان أهلية ممثلة للمجتمع، وتدريب اللجان الأهلية مع فنيين من المحمية وتأهيل عدد كبير من الأهالي، وبلغ عدد المستفيدين الإجمالي حوالي 8000 مستفيد، كتجربة رائدة قبل نقلها إلى مناطق أخرى داخل وخارج المحافظة.
سواد النهج التشاركي في إدارة المحمية ساهم في حماية الغابة والحد من التعديات وحافظ على مصالح المجتمع المحلي وفرص العمل.
داعمة غذائية
أشار المهندس مريم إلى أن المحمية تدعم المجتمعات غذائياً وتنتج عدداً كبيراً من الأصناف ترتكز بالدرجة الأولى على ما تشتهر به المنطقة من منتجات خام بهدف تحويلها لمنتجات تحمل قيمة مضافة، يساهم في رفع المستوى المعيشي للمجتمع المحلي.
المحمية تنتج بحسب مريم وحدة الصابون والشامبو صابون الغار وصابون الزيت وصابون الغليسيرين والصابون السائل والشامبو والبلسم وسائل الاستحمام ومنتجات العناية بالبشرة مثل الكريمات والسيرومات بالإضافة لقسم المنظفات مثل سائل الجلي ومسحوق الغسيل وغيرها.
وأضاف مريم : أن وحدة الألبان والأجبان تنتج الحليب البقري المعقم واللبن واللبنة والجبنة بأنواعها مبسترة – مشللة – عكاوي اسطنبولية – قشقوان والقريشة والسوركة والزبدة.
مزرعة أبقار نموذجية
ونوّه المهندس مريم إلى وجود استراتيجية لإنشاء مزرعة أبقار نموذجية تشمل أنواع الإنتاج الحيواني من حليب ولحوم ،إضافة للأجبان والزبدة،وهذا المنتج قابل للتسويق محلياً وخارجياً.
وفيما يتعلق بوحدة الكونسروة فهي تنتج السماق والمربيات والعسل وخل التفاح ودبس الرمان ودبس الخرنوب وغيرها، كما تنتج وحدة التقطير والزهورات ماء الزهر وماء الورد بشكل أساسي بالإضافة للعديد من المقطرات العشبية والعطرية كاللافندر والشاي الأخضر وإكليل الجبل والميرمية والزهورات والزوفا والبابونج وغيرها.
ولفت المهندس مريم إلى أن إدارة المحمية حالياً تشرف وتسير أعمال وحدات التصنيع الموجودة في الجهة الجنوبية من المحمية في بللوران في خمس وحدات تصنيع تشمل وحدة الصابون والشامبو _ وحدة الألبان والأجبان – وحدة الكونسروة – وحدة زعتر المائدة – وحدة التقطير والزهورات.
وأشار مريم إلى الاستفادة من المخلفات الحيوانية في المحمية، وخاصة الروث الذي يعاد تدويره كسماد طبيعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي بطرق مستدامة تراعي البيئة.
وأضاف مريم أن المحمية تسوق المنتجات وفق ما بيّنه مدير المحمية في مركز تسويق المحمية الرئيسي في حديقة مديرية الزراعة ومركز التسويق الموجود في وحدات تصنيع بللوران بالإضافة لبعض المحلات التجارية.
المحرر:
محمية الفرنلق ليست مجرد محمية طبيعية تحافظ على التنوع البيولوجي فقط، بل هي نموذج حيّ لتوظيف الطبيعة لتكون حاضناً للتنمية المستدامة، والغذاء الصحي، والاقتصاد المحلي من خلال توفير المنتجات وفرص العمل ، وربط الإنسان ببيئته، وتمكين المجتمعات الريفية من الاستفادة من مواردها، فالمحمية تجربة ناجحة يمكن البناء عليها في مناطق ريفية أخرى على امتداد المحافظات السورية.