الثورة- منهل إبراهيم:
تعمل سوريا الجديدة بنفس طويل، على جميع المحاور السياسية والاقتصادية والأمنية، داخلياً وخارجياً، بمواجهة تحديات المرحلة الراهنة والحساسة والمفصلية، من تاريخها الذي بدأ مع سقوط نظام بشار الأسد.
وفي هذا السياق تشير قنوات إعلام غربية ومنها “بي بي سي” إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة السورية الجديدة لترسيخ جميع أشكال التوافق السياسي في الحاضر والمستقبل، مؤكدة أن هذه الجهود تحظى بتقدير دول عربية وغربية تثني على الطريق الذي يسلكه المسار السياسي بسوريا، في ضوء نجاعة الإجراءات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة في مواجهة التحديات الكبيرة في جميع الملفات وخصوصاً السياسي والأمني.
ويرى المعهد المصري للدراسات أن تعامل الدول العربية والغربية مع القيادة السورية الجديدة يتنامى بشكل مستمر، وهو يتجلى بوضوح في الحراك الدبلوماسي والاقتصادي بعد تبديد المخاوف التي توهم بها البعض لمرحلة ما بعد سقوط النظام البائد، حيث تعمل الحكومة على إرساء الاستقرار بعيداً عن الفوضى والعنف، وبرهنت الإدارة الجديدة قدرتها على ملء الفراغ بشكل سريع بعد التحرير، وعودتها لمسار حياتها الطبيعي بعد معاناة طويلة من نظام الاستبداد والحرب والعقوبات الاقتصادية، التي أثقلت كاهلها، إضافة للبعد والانعزال عن محيطها العربي والدولي.
سوريا الجديدة تنتقل من نجاح إلى نجاح
رغم صعوبة المرحلة، نحو مشروع وطني عام يجمع السوريين بكل أطيافهم.. مشروع متكامل بلغة يفهمها الجميع، يستطيع تغليب لغة الحوار الوطني العام تحت المفرد الأكبر وهو سوريا الجديدة الموحدة.
وتؤكد قنوات إعلام غربية أن العملية السياسية الناجحة في سوريا وتشكيل الحكومة الحالية كانت خطوة مثمرة في طريق حث الدول الغربية على رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فُرضت على سوريا خلال حكم النظام المخلوع منذ عدة عقود مضت.
وضمن هذا المسار أعلنت سويسرا يوم الجمعة الماضي أنها سترفع مجموعة من العقوبات الاقتصادية عن سوريا ومنها المفروضة على البنك المركزي، حيث نقلت رويترز عن الحكومة السويسرية قولها: إن العقوبات المفروضة على الأفراد والكيانات المرتبطة بالنظام المخلوع ستظل سارية، مضيفة أن الهدف من هذا القرار هو تعزيز الانتعاش الاقتصادي والسياسي في سوريا.
وتشير العديد من مراكز الدراسات العربية والغربية إلى أهمية سوريا الجديدة المحورية في معادلات المنطقة والعالم، وتؤكد أن مدى نجاح تجربتها الوليدة تشكل محفزاً لتعافي واستقرار دائمين على مستوى المنطقة ككل.
ومنذ سقوط النظام المخلوع أكدت وسائل إعلام غربية على ديناميكية الدبلوماسية السورية الجديدة، حيث لفت موقعا “فرانس24″، و” “مونت كارلو” وغيرهما من إعلام غربي إلى أن ملامح القوة الجديدة في سوريا تتمحور وتظهر في الدبلوماسية المرنة والمتزنة مع القدرة والحنكة في التركيز وإدارة الملفات السيادية كالأمن والاقتصاد، وسط حراك دبلوماسي كثيف ومتسارع تجاه دمشق.
وعلى وقع النجاحات الحكومية وسط التحديات الكبرى، يعيش السوريون لحظة ولادة جديدة، على أمل كبير بإحداث تغييرات جذرية في سوريا الغد، ما يتيح فرصة حقيقية لحالة صعود نهضوي، ممهورة برغبة صادقة في صياغة مستقبل أكثر إشراقاً، لا تسكنه أشباح الماضي العجاف، ولن تثنيه الأعمال الإرهابية التي يحاول أعداء سوريا، وفي مقدمتهم تنظيم داعش الإرهابي أن يعيدوها إلى المشهد السوري من جديد.