الثورة – مها دياب:
الطالب ليس رقماً في ورقة امتحانية، بل روحاً تعيش القلق بشدة الحياة نفسها، وفي زمن تزداد فيه الضغوط وتتعدد التوقعات لا تعود الامتحانات اختباراً للمعرفة فحسب، بل امتحاناً حقيقياً للصبر والتوازن النفسي..
من هنا جاءت فكرة مؤسسة “يراع وإبداع” لتقول لكل طالب لسنا هنا لنراقب إجاباتك فقط، بل لنصغي لنبضك الخائف أيضاً.
وقد اختتمت المؤسسة مؤخراً دوراتها التعليمية المجانية بجلسة إنسانية بعنوان: “تخفيف القلق والتوتر الامتحاني”، لتكون مساحة دعم وطمأنينة تسبق لحظة الحسم.
من الرهبة إلى الإدارة الواعية
الاختصاصية النفسية رزان المصري برفقة المتطوعة شهد قديح حضرتا فعالية تعليمية نفسية احتوت الطلاب وطمأنتهم، والحديث لم يكن عن المعلومة فقط بل عن الشعور بالخوف وعن الخجل من التعبير عنه، وهنا لم تقدم القلق كعدو بل كإشارة داخلية تستحق الفهم تماماً، كما عبرت رزان عن ذلك بقولها: “أنا لا أطلب من الطالب أن يكبت خوفه بل أن يصادقه، فالخوف ليس دليلاً على الضعف بل على الأهمية حين نخاف من أمر، فهذا يعني أنه يعني لنا شيئاً كبيراً، كما أعطت الطلاب تدريبات مكثفة على تقنيات تنفسية مبسطة وعلى أساليب عملية لتفريغ الضغط بخطوات تطبيقية شملت التنفس الهادئ وتنظيم النوم والابتعاد عن مصادر التوتر، وجعلت الجميع يشارك بنفخ البالونات التي أخرجت ما في الداخل بلطف ومرح.
طمأنة
مدير مؤسسة يراع وإبداع رانيا نكد تحدثت بصوت الأمان فقالت: “نحن نؤمن أن العلامة ليست مقياس الطالب الوحيد بل شعوره بقيمته وقدرته ومهمتنا ليست فقط أن نحضرهم للامتحان بل أن نقف إلى جانبهم في خوضه.
وأضافت: طالب مطمئن أفضل من طالب مثالي نريد أبناءنا أن يكونوا بأمان داخلي لا فقط بثقة أكاديمية لأن الطمأنينة هي من تفتح بوابات النجاح”.
وفي ختام الجلسة قالت الاختصاصية المصري: إن اللقاء كان لحظة وعي أكثر من كونه نشاطاً عابراً، مؤكدة أن الطالب يحتاج إلى أن يشعر بأنه ليس وحده في قلقه، وأن الخوف ليس عيباً بل دافعاً، إذا أُحسن فهمه، وذكرت “لا تدخل قاعة الامتحان لتقدم ما تعلمته براحة، بل دع قلقك يرافقك لا ليوقفك بل ليذكرك بأهمية ما أنت فيه.. تنفس بهدوء وذكر نفسك بأنك قادر، وكل ورقة سؤال تمر عليك تمر بإنسانيتك الكاملة بحرصك وبإيمانك بنفسك، فما تملكه من هدوء هو سلاحك، أما الصوت الذي يشكك بك فمجرد غيمة عابرة أنت أكبر من قلقك وكل ما تحتاجه أن تثق بذلك فعلاً”.