الثورة- نور جوخدار:
في ظل الانفتاح الأميركي الأخير على سوريا، والرغبة التي أبدتها واشنطن في الوقوف إلى جانب دمشق بمحاربة الإرهاب، اعتبر نائب الأدميرال البحري، والمرشح لرئاسة القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، براد كوبر أن دعم الولايات المتحدة للحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع “كان خياراً صائباً”، واصفاً إياها بـ “الشريك الأساسي في الحملة ضد تنظيم داعش”.
وخلال جلسة تأكيد تعيينه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، قال كوبر: إن “داعش يزدهر في أجواء الفوضى، إذا تمكّنت الحكومة السورية، بعد سبعة أشهر على تشكيلها، من كبح هذا الخطر بالتعاون مع القوات الأميركية، فإنّ الاستقرار الناجم عن ذلك يعزّز أمننا القومي”.
وأكد كوبر على أهمية استمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا ولو بشكل جزئي لضمان استكمال مهمة مكافحة داعش، مشدداً على أن أي تعديل في حجم القوات سيكون مرتبطاً بتطور التهديد وقدرة الشركاء المحليين على التعامل معه.
كلام كوبر، جاء بعد يومين على التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة بدمشق – والتي أشارت التحقيقات الأولية إلى أن تنظيم “داعش” يقف وراءه، بحسب وزارة الداخلية.
والتفجير الإرهابي، جاء كمحاولة من التنظيم لتصدير صورة للعالم بأن سوريا لا تزال غير آمنة، بهدف عرقلة مساعي الاستثمارات والانفتاح الاقتصادي خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد وفي مقدمتها الانفتاح الأميركي وإعلانها رفع العقوبات عن سوريا.
ففي الوقت التي تبذل فيه الحكومة جهوداً لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية والعسكرية في سوريا وبسط الأمن والاستقرار على كامل نطاق الجمهورية العربية السورية تحاول فلول التنظيمات الإرهابية إرباك المشهد الداخلي، والعبث بأمن واستقرار البلد مجدداً، على غرار التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة قبل يومين.
وسبق للتنظيم الإرهابي أن تبنى خلال آيار الماضي سلسلة من العمليات، كان أولها هجوم ضد فرقة تابعة للقوات السورية باستهداف آلية في منطقة البادية في محافظة السويداء، وذلك عقب إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على عدد من أفراد خلايا تابعة للتنظيم في مناطق الكسوة ودير خبية والمقيليبة وزاكية، إضافة إلى مداهمات لمقرات يتحصن فيها عناصر التنظيم ضمن الأحياء الشرقية شبه المهجورة في مدينة حلب.
وفي 12 حزيران الجاري، حذر أكثر من 20 مصدراً بينهم مسؤولون أمنيون وسياسيون في سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا من تنامي خطر إعادة التنظيم تنشيط مقاتليه في العراق وسوريا، وترتيب صفوفه في البلدين، وسعيه لتجنيد مقاتلين جدد، مع توقعات بوصول مقاتلين أجانب مجدداً إلى المنطقة للانضمام إلى صفوفه، وفقا لـ رويترز.
وفي تقرير صادر عن معهد واشنطن للدراسات أواخر أيار الماضي، أكد التقرير بأن التنظيم نفذ أكثر من 30 عملية في سوريا منذ مطلع عام 2025، مشيراً إلى أن عودة نشاط “داعش” يشكل تهديدًا بالغًا لبلد يمر بمرحلة انتقالية حساسة.
ونوه المعهد بضرورة استكمال تنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومة السورية و”قسد”، والذي ينص على تسلم الحكومة السيطرة الأمنية والإدارية على محافظة دير الزور، بما يقطع الطريق أمام التنظيم لاستغلال الثغرات الأمنية بين مناطق النفوذ المختلفة.
كما أظهرت بيانات صادرة عن مجموعة “سايت إنتيليجنس”، المتخصصة في مراقبة نشاط المتشددين عبر الإنترنت، أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن 38 هجوماً في سوريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025.
وبينما تؤكد الحكومة التزامها بضمان الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، تتزايد التساؤلات حول ماهية الإجراءات التي ستقوم عليها لمنع تنظيم “داعش” من التمدد مجدداً، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد في مرحلة إعادة البناء.