أهالٍ من ريف دمشق: تحسن الكهرباء.. انفراج مؤقت أم بداية تغيير دائم؟

الثورة- لينا شلهوب:

يبدوأن تحسّن الكهرباء بات مشهداً غير مألوف للعديد من مناطق محافظة ريف دمشق، حيث عاش الأهالي خلال الأيام الأخيرة على وقع مفاجأة مُفرحة تمثّلت بتحسّن ملحوظ في برنامج التقنين الكهربائي وخاصة في جرمانا، إذ سُجّلت ساعات تغذية نهارية متواصلة قاربت الساعتين والنصف، إلى ثلاث ساعات، وأخرى ليلية امتدت لما بعد منتصف الليل في بعض الأحياء، بعد سنوات من الشكاوى المستمرة من التمييز السلبي في التوزيع، مقارنةً مع العاصمة دمشق ومناطق أخرى في الريف.

خلل في العاصمة يُنير جرمانا

مصدر في وزارة الكهرباء – مديرية ريف دمشق، أكد أن التحسّن المؤقت في جرمانا يعود بشكل أساسي إلى تعطّل مفاجئ في محطّة تحويل رئيسية في دمشق، ما أدّى إلى توقف التزويد الكهربائي في عدد من الأحياء الدمشقية، وبالتالي توفّر كمية فائضة من الكميات المخصصة من الكهرباء تمّ تحويلها تلقائياً إلى مناطق أخرى في الريف وتوزيعها على الخطوط المجاورة، وكانت جرمانا من بين المستفيدين.

وتابع المصدر: التحسّن في الوضع الحالي مؤقت ولا يُمكن البناء عليه كتحسن دائم، لكنّه يسلّط الضوء على أهمية إعادة دراسة التوزيع العادل للطاقة بين المناطق، خاصة في الحالات الاستثنائية، وعلى الأرجح لن يدوم، لأن الأعطال الطارئة لا تُعد أساساً للتغيير الدائم في السياسات.

أرقام تتحدث

يتجاوزعدد سكان جرمانا المليونين ونصف المليون نسمة حسب تقديرات مجلس المدينة لعام 2024، حيث يقدَّرالاستهلاك الصناعي والتجاري بنحو 12% من إجمالي الطلب الكهربائي اليومي، وهناك أكثر من 60% من العائلات تعتمد على الكهرباء للطبخ والتدفئة، بسبب ارتفاع أسعارالغاز والمازوت.

خلال الربع الأول من عام 2025، لم تتجاوز ساعات التغذية اليومية في المدينة أربع ساعات أو أقل بالمتوسط، مقارنةً بـ 6 – 8 ساعات في بعض أحياء دمشق.

الناس يتحدثون

سكان المدينة عبّروا عن فرحتهم بالحال الكهربائي الجديد، لكن بحذروقلق من أن يكون قصيرالأجل، أم عمار موظفة تقول: منذ زمن لم يدرس أولادي على ضوء الكهرباء، وكلّ شيء كنّا نقوم به كان على ضوء خافت أو على الشمعة، اليوم نحن مرتاحون نفسياً، لكن هناك تخوّف من أن يعود الوضع كما كان سابقاً.

سامي خليل مهندس كهرباء متقاعد، بيّن أن الوضع الحالي يمكن أن يكون فرصة لمراجعة آلية التوزيع، وإثبات أنه ربما يمكن أن يتم إعادة التوزيع العادل على مختلف المناطق دون أدنى تجاوزات أو أن تكون منطقة على حساب أخرى،وجرمانا ليست عبئاً على الشبكة، بل جزء حيوي ومحتاج عناية خاصة.

أبو طلال صاحب سوبر ماركت، قال: عندما توقّف عمل المولدة ليومين، شعرت كيف أن حياتنا كانت معلقة على هذا السلك الكهربائي الصغير، الآن وبعد توفر جزئي للكهرباء، أصبحنا نعمل بضمير ومن دون إسراف بالكهرباء، حيث لا يوجد خسائر تبريد، ولا تعب شحن بطاريات.

كثيرون يتساءلون: هل التحسّن الطارئ، هو بداية مرحلة جديدة؟. أم أنه مجرّد استراحة عابرة في مسلسل التقنين القاسي؟.

تحدي الإنصاف.. هل يتحقق؟.

يُجمع متابعون للشأن الخدمي في محافظة ريف دمشق على أن التحسّن الطارئ يجب أن يُشكّل دافعاً لتحرك الأهالي والمجالس المحلية، للمطالبة بتعديل البرنامج الرسمي للتقنين، بما يتناسب مع الكثافة السكانية لكلّ منطقة، وحجم النشاط الاقتصادي، والضغط الخدمي.

عضو مجلس مدينة سابق في جرمانا نظمي جبر صرّح قائلًا: نحن في تواصل مستمرمع شركة الكهرباء، ورفعنا دراسة متكاملة حول حاجة المدينة من الطاقة، نأمل أن تلقى استجابة، خصوصاً أن الواقع الخدمي الحالي ينعكس على مناحي الحياة كافة.

الخلاصة: صحيح أن مدينة جرمانا وغيرها من بعض مناطق ريف دمشق، استفادت من خللٍ فني في محطّة أخرى، لكن السؤال الحقيقي: هل ننتظر الأعطال لنحصل على حقنا؟. أم أن الوقت قد حان لإعادة النظر جديّاً في العدالة التوزيعية للكهرباء، ومحاسبة الجهات المقصرة في إيصال الخدمة بعدالة إلى المدن المكتظة والمهمّشة؟

آخر الأخبار
تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها مجمع قمامة الإدعشرية شرقي دمشق من دون بديل ووعود منذ ٣٠ عاماً باحثة روسية لـ"الثورة": موسكو تسعى لتعزيز علاقتها مع دمشق للحفاظ على نفوذها في المنطقة برنامج الأغذية العالمي يتفقد الأضرار في بصر الحرير بدرعا يشكون "التهميش الصامت ".. طلاب البكالوريا المهنية-المعلوماتية : الامتحان غامض والكادر غائب رفع التلوث من أمام مستشفى درعا الوطني النظام الضريبي الفعال في ظل الدور الجديد للدولة خبراء لـ " الثورة": الضرائب تحوّلت إلى أتاوات وأبوا... مذكرة تفاهم سورية تركية للتعاون في النقل البري الدولي  خطط إسعافية لمواجهة تراجع تخزين سدود طرطوس "العفو الدولية" تحذر من النقص الحاد في الدعم الصحي والقانوني للناجين من التعذيب في سوريا الصفر الحكومي وزيادة الرواتب