الثورة – لينا شلهوب:
مع مقرر المحاسبة الخاصة لطلاب الثانوية المهنية التجارية، تقدّم الطلاب اليوم لامتحان أهم المقررات في التعليم المهني التجاري.
أحد المراقبين، أوضح لـ “الثورة” أن طلاب الثانوية المهنية التجارية اليوم وهم في قاعاتهم بدوا خلف مقاعدهم الدراسية، يتصفحون أوراق الامتحان وكأنهم يتعاملون مع ميزانية حقيقية لإحدى الشركات، في تلك اللحظات، لم تعد الأرقام مجرد رموز جامدة، بل تحوّلت إلى لغة حاسمة يفصل إتقانها بين النجاح والتعثر، مادة المحاسبة الخاصة، التي تعد من أعمدة التخصص التجاري، كانت حاضرة بكل تفاصيلها الدقيقة في هذا الامتحان الذي يُقاس فيه فهم الطالب وقدرته على التفكير كمحاسب محترف.
طلاب يتحدثون
التقينا عدداً من الطلاب عند خروجهم من القاعة، وكانت آراؤهم متباينة بين الارتياح والحذر، تقول الطالبة شهد فاضل من الفرع التجاري في برزة بدمشق: الأسئلة كانت مباشرة، وخاصة في حساب توزيع الأرباح، وبعض المسائل كانت بحاجة لتركيز كبير، الحمد لله كنت مستعدة، وساعدني على ذلك أن الوقت مناسب واستطعت إنهاء الامتحان من دون توتر.
ويضيف الطالب علي جبر: الامتحان جاء من صلب الدروس، لكن فيه تفاصيل دقيقة، خاصة بترحيل القيود وتحديد الحسابات المناسبة، مضيفاً أن التجارب التي كان يتم تطبيقها خلال العام الدراسي ساعدني كثيراً.
بينما أشار الطالب رامي النجار إلى أن: السؤال الأخير كان الأصعب، لأنه يحتاج إلى خطوات دقيقة، إلا أن الأهم هو أن الوقت كان كافٍ لإنهاء الإجابة على الأسئلة بكل ارتياح.
ماذا تشمل
“المحاسبة الخاصة”مقرر المحاسبة الخاصة من أهم المقررات في التعليم المهني التجاري، ويُدرّس لطلاب الصف الثالث كجزء أساسي من تأهيلهم المهني، ويشمل عدة محاور منها: مقرر محاسبة الشركات التجارية (تأسيس الشركات، توزيع الأرباح، تصفية الشركات)، ومقرر محاسبة المنشآت الصناعية (الفرق بين المحاسبة الصناعية والتجارية، حساب التكاليف)، كذلك مقرر محاسبة البنوك والمصارف (الحسابات الجارية، القروض، الاعتمادات المستندية)، بالإضافة إلى العمليات الخارجية والعملات الأجنبية، والسجلات المحاسبية المتخصصة والتقارير المالية.
فيما يركّز المنهاج على الجانب العملي والتطبيقي، حيث يتم تدريب الطالب على كيفية تسجيل القيود اليومية، إعداد ميزان المراجعة، وتحليل العمليات المالية بشكل دقيق.
بين الواقعية والدقة
امتحان مادة المحاسبة الخاصة لهذا العام اتسم بالتوازن والواقعية، وقد راعى- حسب مختصين- التدرّج في مستوى الأسئلة من الأساسيات نحو المهارات التحليلية، أسئلة تطبيقية مباشرة، عبر إعداد قيود محاسبية، وإعداد حساب التشغيل في منشأة صناعية، مواقف عملية مركبة: مثل عمليات الدمج أو تحويل الشركة من شخص طبيعي إلى اعتباري، والزمن المناسب إذ استطاع معظم الطلاب إنهاء الإجابة ضمن الوقت المحدد.
وأكد الأستاذ إياد. ح أحد المشرفين في الثانوية المهنية التجارية الأولى بدمشق، أن الامتحان صيغ ليقيس مدى استيعاب الطالب للأفكار المحاسبية وليس فقط حفظه للنظريات، والأسئلة مستوحاة من مواقف حقيقية في سوق العمل.
خطوة نحو الاحتراف
أشادت المدرسة رنا خزام، التي تُدرّس المحاسبة منذ أكثر من 15 عاماً بمستوى الأسئلة، لافتة إلى أن هذه الدفعة من الطلاب أظهرت استعداداً جيداً، فمقرر المحاسبة الخاصة مادة دقيقة، وتحتاج تدريباً مستمراً لفهم آلية عمل الشركات والأسواق.
كما أكد الأستاذ مازن سكر، خبير محاسبي أن التركيز على الجانب العملي في الامتحان هو الطريق الصحيح، ونحن نحتاج تخريج طلاب جاهزين لسوق العمل لا مجرد حافظين للمعلومات.
في زمن الأرقام
في عصر تتسارع فيه المعاملات المالية والاقتصادية، لم يعد المحاسب مجرد موظف خلف مكتب، بل أصبح عنصراً محورياً في صناعة القرار، وامتحان المحاسبة الخاصة، بما فيه من تحديات وتطبيقات عملية، هو أكثر من اختبار، إنه خطوة أولى على طريق الاحتراف، وها هم طلاب الثانوية المهنية التجارية في دمشق، يخطّون طريقهم نحو سوق العمل بإصرار، حاملين معهم أدواتهم الأساسية: الورقة، القلم، والعقل المحاسبي المنظّم.