الثورة – خاص :
توجّه الرئيس أحمد الشرع اليوم إلى جمهورية أذربيجان في زيارة رسمية تحمل دلالات سياسية هامة، باعتبارها الأولى من نوعها منذ عقود بين البلدين، في خطوة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات الثنائية التي ظلت مجمدة خلال حكم النظام السابق.
وكان التقى رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني مع رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الرابعة في تركيا، كما استقبل الرئيس “الشرع” في قصر الشعب وفداً من دولة أذربيجان برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الأذربيجاني السيد سمير شريفوف.
علاقات فاترة في عهد الأسد
رغم الاعتراف المتبادل بين سوريا وأذربيجان مطلع التسعينيات، إلا أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين بقيت محدودة للغاية خلال سنوات حكم المخلوع بشار الأسد، فقد مال النظام السابق بشكل واضح إلى محور يضم إيران وأرمينيا، متجاهلًا بذلك التوازن المطلوب في العلاقات الإقليمية، وهو ما دفع باكو إلى تجميد أي مسار للتعاون مع دمشق.
ولم تُفتح سفارة لأذربيجان في سوريا، ولم تُسجّل أي زيارات رفيعة المستوى بين الطرفين، فيما بقيت التبادلات الاقتصادية والثقافية شبه معدومة، رغم الإمكانات الكبيرة لدى الجانبين، خصوصاً في مجال الطاقة والبنى التحتية.
مرحلة جديدة من الانفتاح
زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى أذربيجان تأتي في إطار السياسة الخارجية الجديدة التي تتبناها دمشق بعد سقوط النظام السابق، والتي تقوم على تنويع الشراكات الدولية، والانفتاح على القوى الإقليمية بعيداً عن الاصطفافات الأيديولوجية القديمة.
ومن المتوقع أن تتناول الزيارة “تعزيز التعاون الاقتصادي”، لا سيما في قطاعي الطاقة والإعمار، وبحث فرص الاستثمار والبنية التحتية وفتح قنوات للتعاون الثقافي والتعليمي، وربما التبادل الطلابي، وكذلك تنسيق المواقف الإقليمية في ملفات أمنية وجيوسياسية، خصوصاً مع تنامي الدور الأذربيجاني في منطقة القوقاز.
تحمل الزيارة في توقيتها دلالات سياسية واضحة، إذ تأتي بعد أشهر من استقرار الحكم في سوريا، وتشكيل حكومة جديدة تنأى بنفسها عن نهج النظام المخلوع، كما تندرج ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية السورية التي تستهدف إعادة تموضع سوريا في محيطها الإقليمي من بوابات لم تطرقها سابقاً، ومنها باكو.
ويُنظر إلى أذربيجان اليوم باعتبارها لاعباً مهماً في المعادلات الإقليمية، سواء في مجال الطاقة أو الجغرافيا السياسية، ومن شأن تطوير العلاقات معها أن يُمكّن دمشق من كسر العزلة التي فُرضت عليها طيلة سنوات الحرب.