الثورة – مهند الحسني:
عاشت كرة السلة في العقود الأخيرة هبّات وهبّات، ومرّت بالكثير من المطبات، و من سوء حظ هذه اللعبة، أنها كانت مطية للبعض، للوصول إلى الدوائر، كما أنها تحولت في فترة من الفترات لملتقى لممارسات غير مسؤولة، بعيدة كلياً عن الرياضة و الأخلاق، فمن هتافات جماهيرية مقززة، إلى انفعالات إدارية غير لائقة، إلى سلوكيات ليزرية مشينة، في زمن لم يكن سقف النقد فيه مفتوحاً، و لم يكن الهم لدى المسؤولين رياضياً أو أخلاقياً بل كان وصولياً انتهازياً.
مشهد حقيقي
هذه المقدمة تقودنا إلى المشهد غير المقبول، الذي شارك به كل من مدرب و مدير المنتخب الوطني للرجال، خلال المباراة الودية بمواجهة منتخب مصر، في سلوكيات تعكس انفعالاً شديداً، و ممارسات لا تليق بسمعة كرة السلة السورية، وكأن البعض أخبر المدرب أنه يقود منتخب باب الحارة، ولابد من السيطرة عليه بالعنتريات والصراخ و الانفعالات المصطنعة، التي ظهرت كمشهد تمثيلي خائب، يدل على فشل المدرب في ضبط انفعالاته، وعجزه عن التحكم بردود أفعاله، و بدلاً من أن يخفف مدير المنتخب من هول المشهد، فإنه وبكل أسف ساند المدرب في عنتريته غير المبررة.
إصلاح كرة السلة والنهوض بها، لا يبدأان قبل وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و قبل إبعاد كل مسيء، وقبل تقديم الأخلاق على الأداء.
رياضتنا اليوم عاجزة عن تحقيق الإنجازات، فليحافظ القائمون عليها على أخلاق حميدة، وممارسات تكون قدوة للاعبين،
و بدلاً من استغلال البعض للقرب من المسؤولين، وصنّاع القرار، لتقديم أنفسهم كسوبرمان الإنجازات الرياضية، وهم لا يوجد في تاريخهم إلا الخيبات والفشل، حيث قام هؤلاء باستغلال ثقة المسؤولين لتغطية أخطائهم وسقوطهم الإداري والفني، و البارحة تجردوا من السلوك الرياضي.
خلاصة
هذه الواقعة، وما شهدته من تجاوزات، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وإلا لن يستطيع اتحاد كرة السلة، محاسبة أي إداري أو مدرب أو لاعب يتطاول على حكم في المنافسات المحلية، أو يقوم بما قام به المذكوران، تصحيح المسار وبتر الفساد يبدأان من الممارسات الأخلاقية الصحيحة، التي أظهرت جلياً البارحة حاجتنا الماسة لتذكير المعنيين بها، بعد ما صدر منهم من تجاوزات.