الثورة – سيرين المصطفى
مع اقتراب إعلان نتائج الشهادة الإعدادية (التاسع) في سوريا، يمر الطلاب وأسرهم بفترة توتر وترقب، حيث تحمل هذه النتائج آمالاً كبيرة وتترافق مع ضغوط نفسية قد تؤثر سلباً على الأبناء، لذا، من الضروري توجيه رسالة توعوية للأهل، تحثهم على التعامل بحكمة ودعم مع هذه المرحلة، سواء جاءت النتائج إيجابية أو دون المتوقع، لتعزيز ثقة الطلاب ومساندتهم في خطواتهم المستقبلية.
يبالغ بعض الأهالي في ردود فعلهم عندما لا يحقق أبناؤهم النتائج المتوقعة، فقد يلجؤون إلى توبيخهم بشدة أمام الأقارب أو الجيران، مما يضع الطالب في موقف محرج ومؤلم. هذا السلوك يفاقم معاناة الطالب النفسية، التي يكون قد بدأ يعاني منها بسبب نتيجته، ويزيد من شعوره بالإحباط بدلاً من دعمه وتعزيز ثقته.
يلجأ بعض الآباء إلى معاقبة أبنائهم بعنف، كالضرب الذي قد يتسبب بأذى جسدي، بينما يحرم آخرون أبناءهم من الخروج من المنزل أو التواصل مع الأصدقاء، أو يصادرون هواتفهم المحمولة ويمنعون عنهم المصروف. هذه الأساليب التأديبية القاسية قد تزيد من معاناة الطالب النفسية بدلاً من مساعدته على تجاوز خيبة أمله وتحفيزه للمضي قدماً.
يؤكد التربويون أن نتائج الامتحانات لا تعكس القيمة الذاتية للطالب أو الطالبة، فالنجاح أو الرسوب ليس مؤشراً على ذكائهم أو قدراتهم الكلية، بل يمثل محطة واحدة في مسيرة التعلم الطويلة. وينصحون الأهالي بتجنب مقارنة أبنائهم بالآخرين، لأن ذلك يُضعف ثقتهم بأنفسهم ويؤثر سلباً على تطورهم النفسي والأكاديمي.
ينصح الأخصائيون الأهالي بالهدوء والدعم في حال جاءت النتائج مخيبة للآمال، داعين إلى تجنب الانفعال أو التوبيخ، والسعي لفهم أسباب النتيجة مثل صعوبة الأسئلة أو الظروف النفسية. كما أكدوا على أهمية تقديم الدعم المعنوي للطالب، والعمل معه على وضع خطة لمعالجة نقاط ضعفه في المواد الدراسية لتعزيز أدائه مستقبلاً.
قد يفرض العديد من الأهالي توقعات مرتفعة على أبنائهم قبل إعلان النتائج، مثل المطالبة بالعلامة الكاملة، مما قد يُسبب توتراً وخوفاً من الفشل لدى الطالب. ويؤكد التربويون أن الأفضل هو طمأنة الأبناء بأنهم قد بذلوا جهدهم، وتأكيد دعم الأسرة لهم بغض النظر عن النتيجة، لتعزيز ثقتهم وتخفيف الضغط النفسي.
في الختام، يُعدّ دعم الأهالي لأبنائهم خلال فترة إعلان نتائج الشهادة الإعدادية لحظة حاسمة تؤثر على نفسيتهم ومستقبلهم. بدلاً من التوبيخ أو العقاب، ينبغي على الأسر التحلي بالصبر والتفهم، وتقديم الدعم المعنوي والتوجيه البنّاء. فالنجاح ليس محصوراً بنتيجة امتحان، بل هو رحلة مستمرة تتطلب تشجيعاً وثقة بالنفس ليتمكن الطلاب من تجاوز التحديات وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.