الثورة :
أعلن وزير الاقتصاد والصناعة، الدكتور محمد نضال الشعار، عن توقيع بروتوكول تأسيس مجلس التعاون الاقتصادي السوري التركي، خلال زيارة رسمية أجراها إلى العاصمة التركية أنقرة، التقى خلالها بوزير التجارة التركي عمر بولاط. وفي كلمة ألقاها عقب مراسم التوقيع، أكد الوزير الشعار أن العلاقات بين سوريا وتركيا تتجاوز الأبعاد السياسية أو الاقتصادية، واصفًا إياها بأنها تجسيد لعمق مشترك في الجغرافيا والتاريخ. وقال: “في السنوات السابقة، لم تكن تركيا مجرد دولة مجاورة، بل كانت وطنًا ثانيًا لملايين السوريين، احتضنت آلامهم ووقفت إلى جانب تطلعاتهم، وهذا موقف نبيل لا يُنسى بل يُبنى عليه”.
وشدد الشعار على أن الاستقرار الاقتصادي يُشكل مدخلًا أساسيًا لأي استقرار سياسي أو اجتماعي، موضحًا أن دمشق لا تدعو أنقرة للعودة إلى سوريا، بل “لأن تكمل معنا طريق الإنتاج المشترك، والأسواق المتكاملة، والاستثمارات المتبادلة”، معتبراً أن تركيا شريك استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه.
وكانت وزارة الاقتصاد قد أعلنت عن تأسيس “مجلس الأعمال السوري التركي”، وتعيين حسام الدين محمد زكريا ططري رئيسًا له، وأحمد رواد بشار رمضان نائبًا للرئيس، وذلك في إطار تفعيل التعاون بين القطاعين الخاصين في البلدين. وبحسب مصادر في وزارة التجارة التركية، فإن زيارة الوزير الشعار إلى أنقرة تتبعها محطة أخرى في إسطنبول، حيث من المقرر أن يشارك في لقاءات مع ممثلي القطاعات الاقتصادية الخاصة ضمن اجتماع طاولة مستديرة، تهدف إلى تعزيز فرص التعاون الاستثماري والتجاري بين الطرفين.
يُشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا بلغ في عام 2024 نحو 2.6 مليار دولار، فيما أنجزت شركات المقاولات التركية في سوريا حتى اليوم 26 مشروعًا بقيمة إجمالية قدرها 794 مليون دولار.
ويأمل مسؤولو البلدين أن تُشكّل المرحلة المقبلة نموذجًا جديدًا في سياسات “الربح المتبادل”، عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية تُسهم في تعزيز التعاون والتنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.