الثورة:
أعلنت الحكومة عن توقيع سلسلة مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية، تهدف إلى إطلاق مشاريع تنموية واستراتيجية كبرى في قطاعات النقل والإسكان والسياحة والبنية التحتية، وذلك ضمن خطة لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، وتحفيز التنمية المستدامة، وخلق آلاف فرص العمل.
مترو دمشق والمدن الذكية في صدارة المشاريع
أكد محافظ دمشق، ماهر مروان، أن المحافظة شهدت انطلاقة جديدة في مجال الاستثمار، وفقاً لأولويات حاجات السكان، مشيراً إلى أن مشروع مترو دمشق يعد من أبرز المشروعات المستقبلية، وسينفذ خلال خمس سنوات، ويُصنف كمشروع تنموي صديق للبيئة، يهدف لتحسين خدمات النقل والمواصلات المستدامة. وأوضح المحافظ أن حزمة المشاريع الجديدة في دمشق تتضمن أيضاً مشاريع لإدارة النفايات ومعالجة الانبعاثات البيئية، وأن المرحلة الأولى من تلك المشاريع تبلغ قيمتها نحو 300 مليون دولار.
ولفت إلى أن مدينة “ماروتا سيتي” ستتحول إلى إحدى أبرز المدن الذكية في سوريا، حيث جرى تخصيص مقاسم فيها لصالح مجموعة “الاستثمار ما وراء البحار” لتنفيذ 25 برجاً للسكن البديل، بقيمة 400 مليون دولار، ما يسمح بعودة نحو 3500 عائلة هجّرها نظام الأسد البائد منذ 2012.
وأشار المحافظ إلى أن مشروع “أبراج البرامكة” سينطلق قريباً بحزمة أولى قيمتها 3.5 مليارات دولار، ويتضمن إنشاء برجين بارتفاع 70 طابقاً، إلى جانب مراكز تجارية وصحية وثقافية.
حلب واللاذقية تدخلان خارطة الاستثمارات الجديدة
من جانبه، أكد محافظ حلب، عزام الغريب، أن المحافظة حظيت بمشروعين استثماريين جديدين ضمن خطط إعادة الإعمار، نظراً لحجم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمنازل، مشيراً إلى أن الأولويات الحالية تركز على التنمية وإعادة الحياة للمدينة. أما في اللاذقية، فقد أعلن المحافظ محمد عثمان عن توقيع مذكرة لمشروع سياحي كبير شرق منتجع المدينة، يمتد على مساحة 30 ألف متر مربع ويشمل شاطئاً بطول 300 متر. وسينفذ المشروع من قبل شركة “ميراس” الإماراتية، بكلفة تقدر بـ150 مليون دولار، ويتضمن 151 وحدة فندقية، و646 شاليهاً، و26 فيلا شاطئية، وفندقاً من فئة خمس نجوم، بالإضافة إلى مطاعم ومرافق ترفيهية ومناطق استثمارية شعبية، ما يوفر مئات فرص العمل لسكان المحافظة.
14 مليار دولار حجم الاستثمارات الجديدة
في السياق ذاته، قال نقيب الاقتصاديين السوريين، محمد البكور، إن سوريا تشهد نقلة نوعية في ملف جذب الاستثمارات، حيث تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركاء دوليين من السعودية وقطر والإمارات وغيرها، تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 14 مليار دولار. وأوضح البكور أن الاتفاقيات تشمل تطوير شبكة النقل، ومشاريع سكنية، وبناء شبكة مترو وسكة حديد في العاصمة دمشق، إلى جانب مشاريع كبرى في حلب وحمص، مشيراً إلى أن التنفيذ سيسهم بضخ سيولة كبيرة في السوق السورية، لاسيما في قطاع البناء، داعياً إلى إجراء تسهيلات قانونية ونقدية لتسريع عجلة الاستثمار وتخفيف البطالة.
مشروع إسكان ضخم في ريف دمشق
وأعلن المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان، أيمن المطلق، عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الأشغال العامة والإسكان وشركتي “أوباكو” الإيطالية و”يوباكو” السورية، لتنفيذ مشروع سكني ضخم في ريف دمشق، يضم نحو 20 ألف وحدة سكنية على مساحة 765 هكتاراً. وأشار المطلق إلى أن المشروع يهدف إلى تطوير ضاحيتي الفيحاء وقدسيا، ويقع على طريق دمشق – بيروت الدولي، ويشمل مرافق تعليمية وصحية ورياضية ودينية وترفيهية، إلى جانب حدائق وفعاليات سياحية، ليشكّل بيئة حضرية متكاملة تستجيب لحاجات السكان في محيط العاصمة.
وأكدت الجهات الرسمية أن هذه المشاريع تُعد خطوة أساسية في مسار إعادة الإعمار، وبداية فعلية لتحريك الاقتصاد السوري بعد سنوات الحرب، عبر توفير بيئة استثمارية جاذبة تضمن التنمية طويلة الأمد. تجسّد هذه المشاريع الاستثمارية الضخمة تحوّلًا نوعياً في مسار سوريا ما بعد الحرب، وتُمهّد لمرحلة بناء شامل يعيد رسم خارطة التنمية في البلاد، ومع التقدم في تنفيذ هذه المشاريع، تتعزز فرص الاستقرار، وتُفتح آفاق جديدة لمشاركة مجتمعية واقتصادية واسعة، يكون المواطن السوري فيها هو المستفيد الأول.