الثورة – رولا عيسى:
ليس يوماً عادياً، بل هو يوم تاريخي في مسيرة سوريا نحو النهوض والازدهار، في حدث اقتصادي ضخم شهدته دمشق، تم في قصر الشعب توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية، تضمنت 12 مشروعاً استثمارياً بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار أميركي، وهو استثمار ضخم سيجلب تحولاً جذرياً في الاقتصاد السوري.
بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع، تم الإعلان عن هذه الشراكات الاستراتيجية التي ستنقل سوريا إلى مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية. وفي تفاصيل المشاريع الضخمة اعتبرت الأوساط الاقتصادية أن مطار دمشق الدولي (4 مليارات دولار)، يعتبر من أبرز ما تم الاتفاق عليه في هذه الجولة من المذكرات، فتطوير مطار دمشق الدولي بتكلفة 4 مليارات دولار سيمكن سوريا من تحديث بنيتها التحتية الجوية وتحويل المطار إلى مركز إقليمي دولي، ما يُسهم في زيادة الحركة التجارية والسياحية ويضع سوريا على خريطة النقل الجوي العالمية، يتلوه مترو دمشق (مليارا دولار)، هذا المشروع لطالما كان حلماً راود مخيلات السوريين، وتحول فيما بعد إلى ضرب من المستحيل يعود اليوم، ويأتي كجزء من رؤية نقل حضاري، وسيتم بناء شبكة مترو واسعة تسهم في تسهيل التنقل داخل العاصمة وتحسين جودة الحياة للسكان، ويعتبر هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحسين البنية التحتية للنقل الحضري وتخفيف الازدحام المروري.
أبراج دمشق (مليارا دولار) حضرت اليوم أيضاً على طاولة الاستثمار بقوة، ومع إطلاق مشروع أبراج دمشق، ستتحول العاصمة إلى وجهة حضرية متقدمة حيث يتم بناء معالم معمارية حديثة تمثل نهضة سوريا المستقبلية، بما في ذلك الأبراج السكنية والتجارية التي ستخلق بيئة استثمارية نابضة بالحياة. ووسط زحام منطقة البرامكة وما تشهده من حركة وسط البلد، يبرز اليوم مشروع أبراج البرامكة ومول البرامكة (500 مليون دولار و60 مليون دولار): هذه المشاريع ستمثل قلباً تجارياً جديداً في دمشق، حيث سيجلب المشروعان مساحة تجارية ضخمة وفرص عمل جديدة، إضافة إلى تفعيل النشاط التجاري المحلي وتعزيز السياحة في المنطقة.
هذه الاتفاقيات بمجملها تبرز بمثابة رسالة قوية إلى العالم أن سوريا مستعدة للاستثمار وفتح أبوابها للاستثمار الدولي، إذ تؤكد هذه المشاريع أن سوريا تملك إرادة قوية للنهوض من جديد وكتابة فصل جديد من تاريخها الاقتصادي، ومع دخول هذه المشاريع حيز التنفيذ، سيتم توفير آلاف فرص العمل في مختلف المجالات، ما سيحفز النشاط الاقتصادي ويعزز من الاستقرار الاجتماعي.
رؤية أميركا لتطوير دمشق
وسط هذا الزخم والزحام من المشاريع أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، خلال حضوره مراسم التوقيع، أن سوريا تُعتبر مركزاً تاريخياً للتجارة بين دول المنطقة منذ آلاف السنين، وعبّر عن رغبة بلاده في تعزيز دور دمشق كمركز اقتصادي وتجاري مزدهر، مؤكداً أن هذه الشراكات ستساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة سوريا في المنطقة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
اليوم، يُسجل في تاريخ سوريا يوماً فارقاً في مسيرة النهوض والازدهار، تصبح البلاد على موعد مع مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية المبتكرة. 14 مليار دولار من الاتفاقيات الاستثمارية التي تفتح أفقاً جديداً لمستقبل البلاد، لتحقق سوريا نهضة اقتصادية حقيقية مبنية على الشراكات الاستراتيجية والتنمية المستدامة.