“التعامل بالدولار” هل يحل المشكلة؟ خبير مصرفي: استيعاب الكتلة الدولارية وتحويلها إلى رافعة استقرار

الثورة – عبد الحميد غانم

“نقبل التعامل بالدولار” عبارة أصبحنا نشاهدها على لافتات في المحال التجارية والصناعية والحرفية وفي ضوء قلة “الكاش” السوري.. فلم يعد التعامل بالدولار مقتصراً على البنوك والمصارف وفي الشركات الضخمة والمصانع، التي تتعامل بالدولار في صفقاتها، وإنما أصبح التعامل التجاري وعلى أدنى مستوى التعامل بالدولار ويراه البعض حلاً لمشكلة عدم توفر “الكاش” السوري.

المهندس محمد خالد، يعمل في شركة خاصة، يجد صعوبة بالحصول على الكاش السوري في البنك الخاص الذي يوطن به راتبه، ويكاد ينتهي الشهر ولا يستطيع الحصول على نصف راتبه، بسبب السحب 200 ألف كل أسبوع، لذلك يرى أن يصرف راتبه بالدولار وبالتالي يتدبر أمر صرفه في السوق السودا الحرّة، أو يمكن الشراء والتداول بالدولار مع أكثر المحال التجارية التي صارت تقبل التعامل بالدولار.

نادر أبو محمود متقاعد، يشتكي من صعوبة الحصول على راتبه بسبب الازدحام الخانق كل شهر، ما يضطره للوقوف ساعات طويلة أمام الصراف، وغالب الأحيان يقف لمرات عديدة في الأسيوع، حتى ينال نصيبه، ويحصل على راتبه، ويقترح لو يحصل عليه بالدولار، ويتكفل صرفه، أو شراء حاجاته من السوق بالدولار، خاصة أن غالبية المحال التجارية لم تعد تمانع التعامل بالدولار.
أبو قاسم صاحب متجر، أكد أن غالبية زبائنه الذين يتعاملون معه بـ”الديّن”، صاروا يسددون ديونهم بالدولار لعدم توفر “الكاش” السوري، وبالتالي أصبح هو الآخر يسدد أثمان بضاعته بالدولار.

أبو محمد – بائع جملة، أصبح يتعامل بالدولار في البيع والشراء، نظراً لسهولة التعامل المالي بالدولار بأوراق نقدية أقل ولعدم توفر الكاش السوري.
وحول تحديات السيولة وفرص إعادة تصميم السياسة النقدية وتجاوز الواقع الراهن، أشار الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور إبراهيم نافع قوشجي، إلى أن الاعتماد المتزايد على الدولار الأميركي في عمليات التسعير والتبادل التجاري داخل الأسواق السورية، في ظل ضعف السيولة بالليرة السورية وتراجع قدرتها الشرائية، قد أسهم في تخفيف الضغط على الطلب المحلي على الليرة.

ومع ذلك، يرى قوشجي أن هذا التحول لم يبلغ بعد مرحلة “الدولرة الكاملة”، إذ لا تزال الليرة السورية تحتفظ بدورها في التداول المحلي، مما يشير إلى استمرار وجودها كمكوّن نقدي فاعل في السوق.

وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، يعتبر قوشجي أن هذا الواقع يعكس وجود كميات كبيرة من الدولار الأمريكي ضمن الدورة الاقتصادية السورية.. وإذا تمكن مصرف سورية المركزي من استقطاب هذه الكتلة الدولارية عبر أدوات فعالة في إدارة السيولة النقدية، فإنه سيكون قادراً على تكوين احتياطي أجنبي، معتبراً أن ذلك يُمكّنه من دعم سياسة سعر الصرف المعوّم الموجّه، وتعزيز الاستقرار النقدي والقدرة على التدخل في السوق عند الحاجة.

من جهة أخرى، يوفر هذا الواقع، بحسب الخبير الاقتصادي والمصرفي أن هناك فرصة لإعادة تصميم أدوات السياسة النقدية بما يتلاءم مع البيئة الاقتصادية الراهنة، من خلال تطوير آليات مرنة لاستيعاب الكتلة الدولارية المتداولة، وتحويلها إلى رافعة استقرار بدلاً من مصدر اضطراب.
ويتطلب ذلك، كما يبين قوشجي، بناء إطار مؤسسي قادر على مراقبة التدفقات الدولارية، وتوجيهها نحو قنوات إنتاجية واستثمارية.

وقال: هنا يجدر بنا الإشارة إلى احتمالية انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي بسبب استعادة جزء من النشاط الاقتصادي واستيراد متطلبات التشغيل.
لافتاً إلى أنه انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي 5% خلال الأيام الماضية.. ومشيراً إلى أنه تأتي هنا أهمية أدوات مصرف سورية المركزي وأدواته في تعزيز الاستقرار النقدي الضروري لتحفيز النمو الاقتصادي في مرحلة التعافي.

آخر الأخبار
أطفال المخيمات يختنقون في موجة الحرّ.. صيف قاسٍ في خيام لا ترحم ذوو الإعاقة.. من التهميش إلى الإبداع والإنتاج بانتظار لقاء ترامب - بوتين.. دعوات أميركية لوقف القتل في أوكرانيا طلاب "التاسع" يناشدون "التربية" لإسعافهم بدورة استثنائية الأردن.. دعم وتعاون مع سوريا يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية اعتماد صنفين جديدين من القمح القاسي عالي الإنتاجية رؤية شاملة لتطوير القطاع الزراعي بريف دمشق أعمال صيانة في الشبكة لتحسين تدفق المياه في ضاحية الشام "المركزي":لم يتم إصدار أي ترخيص لمصارف جديدة محطة مياه جديدة في عينجارة بريف حلب الغربي المطلوب إعادة التوازن.. شحّ السيولة أفقد القطاعات الإنتاجية الثقة بالمصارف الطيران المدني.. جناح لتحريك الاقتصاد ومجال رحب لفرص العمل أسعار الكهرباء في آراء المواطنين.. بين الواقع والتصريحات.. نحو آلية منظمة وتسعيرة عادلة شراكات مجتمعية لتطوير التعليم.. ترميم مدارس ودعم الطلاب المتسربين قبيل اجتماع ثلاثي مرتقب في عمّان .. واشنطن تؤكد التزامها بالسلام في سوريا السياحة الثقافية في اللاذقية.. وجهة عالمية ورافد للاقتصاد الوطني صباح الوطن الجميل من سهل حوران الفقر يتمدّد في طرطوس.. والمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر علاج فعّال مجلس الأمن يؤكد احترام سيادة سوريا ويرفض أي تدخل يزعزع الاستقرار ألقاب وشهادات لا تعكس الحقيقة