الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت بلدة عينجارة بريف حلب الغربي، اليوم، حدثاً خدمياً مهماً، تمثّل في افتتاح المحطة الشرقية للمياه، وذلك بحضور نائب محافظ حلب فواز هلال، وبالتعاون مع منظمة “أطباء بلا حدود”، بهدف تأمين مياه الشرب لأكثر من 7 آلاف نسمة، ودعم البنية التحتية الحيوية في المنطقة.
المشروع الجديد، الذي تم تزويده بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، صُمّم ليعمل بطاقة إنتاجية تغطي نحو 35 بالمئة من حاجة السكان المحليين، في خطوة من شأنها التخفيف من معاناة الأهالي، وخاصة في ظل النقص المزمن في المياه وارتفاع تكاليف نقلها.
وأوضح رئيس مجلس بلدة عينجارة، علي محمد رستم، وفق البيان الصادر عن محافظة حلب، أن استلام هذه المحطة يمثل نقلة نوعية في الخدمات الأساسية بالبلدة، حيث تم تجهيزها بتقنيات حديثة للطاقة الشمسية، تضمن استمرارية الضخ، حتى في حالات انقطاع الكهرباء، وهو ما يخفف الأعباء المالية عن الأهالي الذين كانوا يعتمدون على شراء المياه بأسعار مرتفعة.
من جانبه، أوضح المشرف الفني على المشروع، المهندس محمد حمدان، أن تصميم وتنفيذ المحطة تم وفق معايير جودة عالية، باستخدام أنظمة تنقية متطورة تضمن وصول مياه نظيفة وصالحة للشرب، مع مراعاة احتياجات البلدة المتزايدة بعد عودة أعداد كبيرة من الأهالي إليها خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف: إن اختيار الطاقة الشمسية كان خياراً استراتيجياً، فهي تضمن التشغيل المستمر بتكلفة منخفضة، وتقلل من الاعتماد على الوقود التقليدي، ما يساهم في استدامة المشروع بيئياً واقتصادياً.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من التدخلات الحكومية والشراكات مع المنظمات الدولية، لتحسين الواقع الخدمي في الأرياف التي شهدت عودة الأهالي بعد الاستقرار الأمني، مع التأكيد على أن المحافظة تعمل على استكمال مشاريع مماثلة في قرى وبلدات أخرى لتعزيز الأمن المائي والخدمات الأساسية.
ويعد افتتاح هذه المحطة خطوة مهمة ليس فقط على الصعيد الخدمي، بل أيضاً في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتشجيع المزيد من العائلات على العودة، وخصوصاً أن المياه تعتبر شريان الحياة وأحد أهم ركائز التنمية المستدامة.
كما تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه مناطق عدة في ريف حلب الغربي تحديات مزمنة في تأمين المياه، نتيجة تضرر الشبكات الرئيسية خلال سنوات الحرب، وانخفاض مستويات المياه الجوفية، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل المضخات التقليدية، وخاصة أن هناك مشاريع مشابهة شهدتها بلدات، مثل دارة عزة والأتارب خلال السنوات الماضية، والتي اعتمدت بدورها على أنظمة الطاقة الشمسية لضمان التشغيل المستمر، ما ساهم في تقليل الانقطاعات وتحسين نوعية المياه المقدمة للسكان، حيث يعكس هذا التوجه نحو الحلول المستدامة وعياً متزايداً لدى الجهات الحكومية والشركاء الدوليين بضرورة الدمج بين التقنيات الحديثة والاستدامة البيئية لتأمين احتياجات السكان على المدى الطويل.