يحتاج أي منا للحصول على بعض الخدمات، أو تسيير بعض المعاملات أن يتفرغ لأكثر من يوم، في بعض الأحيان، لكي يتسنى له الحصول على ما يريد، لأنه مضطر للوقوف في طوابير تنضح تعباً وإرهاقاً تحت شمس آب اللاهبة، وفي ظل هجمة حرارية صيفية غير معتادة منذ سنوات على البلاد.
وما زالت مشاهد طوابير المواطنين تحافظ على وجودها في العديد من المؤسسات الحكومية، التي ورغم مضي ما يقرب من ثمانية شهور على سقوط النظام البائد، إلا أن تلك المؤسسات حتى الساعة لم تفلح في وضع آلية أو منهجية تصلح بها بعضاً من تلك الآليات التي كانت متبعة وأدت إلى تلك النتائج التي ساهمت في معاناة المواطن.
اليوم وعلى الرغم من كل التصريحات من قبل المعنيين في بعض المؤسسات، التي أدلت بها حول تغييرات وإصلاحات، كان من المفترض أن تخفف من معاناة المواطن، إلا أن ذلك لم نرَ له على أرض الواقع أي أثر.
ولعل الحصول على ورقة غير محكوم من إدارة الأمن الجنائي، وما يعانيه بعض طلاب الجامعات في أروقة البنك العقاري في منطقة البرامكة من الانتظار لساعات طويلة للحصول على إشعار الدفع، يضاف إليها المعاملة غير اللائقة من قبل بعض الموظفين.
فيا ترى كم سينتظر المواطن، والطالب، والموظف، نضوج بذور الإصلاحات التي ستساهم في رفع الغبن والمعاناة عنهم، وأين هو التحرك الفاعل للمعنيين بإدارة وضبط عمل تلك المؤسسات؟، أم إن مشهد الطوابير سيظل طاغياً على معظم مفاصل الحياة اليومية للمواطن؟.