الثورة – محمود ديبو:
قال الدكتور المهندس يحيى عويضه: إن مساحة الغابات في المنطقة الساحلية بسوريا تصل إلى 322.500 هكتار، ونسبتها 13,6 بالمئة من مساحة غابات سوريا، لافتاً إلى أن أهم أنواع الأشجار في هذه الغابات هي الصنوبر البيروتي والمخروطيات الأخرى وهي حساسة للحريق، إضافة إلى الغابات السنديانية، وغابات الأرز والشوح، والغبيراء والزرود، والعدريش والقطلب.
18 ألف هكتار المساحة المحروقة
وعرض خلال الندوة التي أقامتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بالتعاون مع نقابة المهندسين حول حرائق الساحل لنتائج عمل اللجنة المشكلة من قبل نقابة المهندسين للوقوف على واقع حرائق الغابات التي حصلت في الساحل السوري هذا العام، مبيناً أن المساحة المحروقة من الغابات تقدر بـ 18 ألف هكتار، منها 5 آلاف هكتار زراعي والباقي غابات، وأن معظم المناطق التي تم تفقدها من قبل اللجنة هي مناطق جبلية وعرة ومنحدرة وتمر عبرها طرقات ضيقة على أطراف المنحدرات وضمن الوديان، ويوجد مسيلات مائية جافة ضمن هذه الوديان.
كما أن الطرقات تقع بتماس مباشر مع الغطاء النباتي دون وجود مناطق حماية كافية، إلى جانب وجود أبنية من الغابات وملتصقة بها دون وجود مسافة حماية كافية مما يهدد بحدوث حرائق وانتشارها، وكذلك يوجد مطاعم ومقاه صغيرة ضمن الغابة من دون وجود مسافة حماية أو أي تجهيزات حماية لمنع نشوب حرائق أو انتشارها، علماً أن بعض المطاعم تعاني من عدم وجود مصدر مياه قريب للخدمة.
وحول الوضع الراهن بعد الحرائق، أوضح عويضه أن غالبية المناطق المحترقة عبارة عن غابات صنوبر، وهناك أشجار زيتون وأشجار مثمرة للسكان احترق الجزء الأكبر منها، أو اصفرت أوراقه، كما أن هنالك على جوانب الطرقات في المناطق المحترقة خاصة في الوديان يوجد خطوط نار قطعت الأشجار فيها وتم تجريف تربتها، كما يوجد شرائح موازية للطريق أو ساحات أنشأت خلال الحريق لتسهيل توقف أو تجمع الآليات وصهاريج الإطفاء.
تصنيف
وصنف الدكتور عويضه المناطق المحترقة ضمن خمس مجموعات، الأولى هي الأراضي المحترقة بالكامل، إذ احترقت أوراق النباتات بشكل كامل وتحولت النباتات الصغيرة إلى رماد، أما الأشجار فقد احترقت الأغصان والجذوع، وفي هذه المجموعة احترقت طبقة نفايات أرضية الغابة، كما تعرضت التربة للاحتراق جزئياً، وانتشار طبقة رماد على كامل الأرضية، وتراوحت سماكة التربة المحترقة بين 1 – 2 سم، وهنا التربة متماسكة بشكل كبير ويصعب تفتيتها باليد.
أما المجموعة الثانية من الأراضي المحترقة بحسب الدكتور عويضه، فهي التي تعرضت النباتات فيها للاحتراق غير الكامل نتيجة الإشعاع الحراري على الأغلب، إذ اصفرت الأشجار لكن من دون أن تسقط، وفيها نجد طبقة نفايات أرضية الغابة محترقة جزئياً.
وفي المجموعة الثالثة كانت الأراضي محترقة جزئياً، هناك نباتات محترقة جزئياً بينها نباتات غير محترقة، وتختلف نسبة النباتات المحترقة إلى غير المحترقة من مكان إلى آخر، على حد قول عويضه.
ويتابع: في حين المجموعة الرابعة نجد مناطق تعرضت لأضرار طفيفة أو حتى لم تتعرض لأي أضرار، والمجموعة الخامسة والأخيرة، تضم المناطق التي لم تتعرض لأي أضرار وتقتصر النباتات الموجودة فيها على شجيرات صغيرة، ويمكن أن تكون الأشجار في هذه المناطق قد قطعت من قبل النظام البائد لتسهيل العمليات الحربية، أو أنها تعرضت سابقاً للحريق ولم تصل إلى مرحلة التعافي الكامل بعد.
أضرار بيئية
وتحدث الدكتور عويضه عن أهم الآثار البيئية المتوقعة نتيجة الحرائق، مبيناً أن هناك أضراراً بيئية منها فقدان الموائل والأنواع، إذ تدهورت النظم البيئية والحياة البرية مما يهدد التنوع البيولوجي، كذلك هناك أضرار ترتبط بتدهور التربة، فمن الممكن أن يؤدي فقدان الغطاء النباتي إلى التعرية مما يتسبب بتآكل التربة والانهيارات الطينية خاصة بعد العواصف المطرية الشديدة، كما يمكن أن يؤدي إلى فقدان مغذيات التربة، وتقليل امتصاص الماء حيث لوحظ تماسك التربة في أحد المواقع المحترقة وصعوبة تفتيتها باليد، وكذلك هناك ضرر يتمثل بتدهور جودة المياه حيث يمكن أن يلوث الرماد وهباب الفحم والحطام مصادر المياه.
في مقابل ذلك، أوضح أن هناك أضراراً اقتصادية تتمثل بفقدان الممتلكات من تدمير للمنازل والأبنية والبنية التحتية، وفقدان الأخشاب والمنتجات الزراعية، إذ لوحظ احتراق المزارع الخاصة بالسكان وفقدان محاصيلهم لعدة سنوات تالية، وتعطيل النقل والسياحة حيث هناك فقد كبير للسياحة بسبب فقدان المناظر الطبيعية وبالتالي فقدان مورد رزق أساسي للسكان يقوم أساساً على الخدمات للسياح، كذلك هناك أضرار تتمثل بارتفاع تكاليف مكافحة الحرائق والتعافي.
ويضيف الدكتور عويضه: إلى جانب هذه الأضرار هناك آثار سلبية على صحة الإنسان وسلامته كالخسائر البشرية والإصابات، وأمراض الجهاز التنفسي بسبب استنشاق الدخان، وإخلاء السكان وتشريدهم، والآثار النفسية على المجتمعات المتضررة، وتعطيل الحياة اليومية والخدمات الأساسية.