الثورة – ميساء العلي:
رسم السياسات الاقتصادية الخارجية لسوريا الجديدة ليس مهمة الحكومة فقط، وإنما يفترض أن تشاطرها كيانات اقتصادية فاعلة، والتي تُعرف بمجالس رجال الأعمال المشتركة بين بلدين، كونها ترافق كل الوفود الاقتصادية الرسمية في زياراتها وأنشطتها الخارجية وعلى أعلى المستويات.
لذلك لا بدّ من أن تلعب مجالس رجال الأعمال المشتركة دوراً لافتاً في تنشيط العلاقات البينية من خلال العلاقات الشخصية، لرفع حجم التبادل التجاري مع الدول التي تنشط فيها ومعها.
مصالح شخصية
كلنا يعلم أن كل مجالس رجال الأعمال التي تم تشكليها أيام النظام المخلوع كانت مجرد واجهات تلبي متطلبات فئة قليلة نافذة على حساب المصلحة الاقتصادية والتجارية، أي “تمشية المصالح الشخصية”، وجائزة طردية لرجال أعمال مقربين من النظام المخلوع لخدمة مصالحه الخاصة.
اليوم ومع الانفتاح الاقتصادي الكبير على سوريا، ولاسيما من الدول العربية الشقيقة، بدأ العمل على تشكيل مجالس لرجال الأعمال المشتركة وليس أخرها مجلس رجال الأعمال السوري التركي، وسبقه مجلس رجال الأعمال السوري السعودي.
المهم بمجالس رجال الأعمال التي يتم تشكيلها بعد قرار وزارة الاقتصاد والصناعة بحلّ جميع المجالس المشتركة آنذاك، ليعاد تشكليها وفق أسس جديدة تراعي التطورات التي تشهدها سوريا في مختلف المجالات.
فرصة
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي في حديثه لـ”الثورة”: إن مجالس رجال الأعمال تنظيم مهم لتقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع الدول الأخرى، وهو يرافق نماذج مشابهة في دول أخرى مثل الغرف المشتركة المكونة من دولتين، لكن هنا بمجالس رجال الأعمال المشتركة المجال أوسع لتبادل أعمال الاستثمارات والصناعة والتجارة والخدمات كونها تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأضاف: إنه تم تشكيل مجالس رجال أعمال مشتركة، ومنها مجلس رجال الأعمال السوري التركي والسوري السعودي، والأمر سيذهب إلى مزيد من مجالس رجال الأعمال المشتركة مع الدول الداعمة لسوريا الجديدة، وهذا سيكون فرصة لتبادل الزيارات والوفود من خلال المعارض والمؤتمرات لتبيان حجم التجارة وما هو المرغوب في كل بلد لزيادة حجم التبادل التجاري وتحقيق تنافسية عادلة لن تكون على حساب طرف من دون الآخر.
وقال الخبير الاقتصادي: إن دور مجالس رجال الأعمال المشتركة يجب أن يكون من خلال خطوات اقتصادية عملية نقطف ثمارها على مستوى التجارة البينية.
نمو اقتصادي
من جانبه أوضح المحلل الاقتصادي شادي سليمان أن مجالس رجال الأعمال المشتركة ينتظر منها أن تكون فاعلة ومؤثرة، وأن تستفيد من تحسن العلاقات السياسية مع الدول العربية والأجنبية، فالسياسة هي الوجه الآخر للاقتصاد.
وأضاف: إن مجالس رجال الأعمال المشتركة في كل دول العالم تسهم بشكل كبير بزيادة حجم التجارة البينية، وهو ما تحتاجه سوريا، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد الوطني والنمو الاقتصادي للمرحلة القادمة.