تراجع كبير في إنتاج الفستق الحلبي.. جفاف حاد وتدهور حال البساتين لقلة الاهتمام

الثورة – عبد الحميد غانم:

تعد سوريا من أقدم الدول المنتجة للفستق الحلبي في العالم، فقد ازدهرت زراعتها في البداية في منطقة الشرق الأوسط، وتكتسب هذه الشجرة أهمية اقتصادية كبيرة نظراً للعائد الاقتصادي الكبير مقارنة مع غيرها من الأشجار المثمرة في نفس البيئة.

تقديرات الإنتاج

وبحسب مدير مكتب الفستق الحلبي المهندس محمد عادل هواش، فإن تقديرات الإنتاج النهائية للعام 2024 من إنتاج الفستق الحلبي بلغت نحو83796 طناً، كما بلغت المساحة المزروعة من أشجار الفستق الحلبي في سوريا نحو 60500 هكتار مزروعة ونحو 9,7 ملايين شجرة فستق حلبي المثمر منها 7,7 ملايين شجرة. وأشار م. هواش، في حديث خاص لـ”الثورة” إلى أن المساحات على مستوى المحافظات بلغت كالتالي: حلب 23516 هكتاراً، حماة 21364 هكتاراً، إدلب 10475هكتاراً، حمص 980.7 هكتار، السويداء 655 هكتاراً، الغاب 62 هكتاراً، ريف دمشق 3031 هكتاراً، الحسكة 20 هكتاراً، الرقة 141.3 هكتاراً، درعا 76 هكتاراً، دير الزور 250 هكتاراً. ولفت إلى أن الإنتاج يأتي بشكل رئيسي من ثلاث محافظات رئيسة (حماة- حلب- إدلب)، وتأتي محافظة حماة بالمرتبة الأولى من حيث الإنتاج أكثر من 50 بالمئة من إنتاج القطر، تليها محافظة حلب31 بالمئة، ثم محافظة إدلب 13بالمئة.

انخفاض الموسم

وأشار مدير مكتب الفستق الحلبي إلى أنه الرغم من أن سوريا من الدول الرائدة في زراعة وإنتاج الفستق الحلبي، إلا أن الإنتاج لم يصل للمستويات المنشودة في هذا الموسم 2025، إذ إنه من المتوقع انخفاض الموسم لهذا العام إلى ما دون النصف. ويعزى ذلك- بحسب هواش، للعديد من الأسباب منها أن هذا الموسم هو موسم معاومة بالأصل، وأيضاً بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام، إضافة لانخفاض مستوى دخل المزارعين الذي أدى إلى عدم قدرتهم على تقديم الخدمات الزراعية بالشكل الأمثل، وتدهور عدد كبير من البساتين التي هجرها أصحابها خلال سنوات الثورة وكانت خاضعة لقانون الاستثمار الجائر الذي كان مفروضاً من قبل النظام المخلوع، مما أدى إلى تضرر أشجار الفستق الحلبي بشكل كبير، وخروج قسم منها من الإنتاج نتيجة التهجير الممنهج للمزارعين عن مناطقهم وعمليات القطع والحرق للأشجار، مما سبب تدهورها على مدار أعوام الثورة. وأشار إلى أن تعثر الموسم أيضاً هو بسبب انتشار الأمراض والآفات أيضاً، ومن أهم هذه الآفات حشرة الكابنودس العنيدة التي دمرت الكثير من الأشجار وخصوصاً في ريفي حماة وإدلب. وأوضح أنه بالنسبة للأضرار الحاصلة على أشجار الفستق بسبب الأزمة حسب التقارير الواردة من مديريات الزراعة، فإن نسبة الضرر على أشجار الفستق الحلبي التي تم حصرها في محافظات وصل إلى 1014852 شجرة على مساحة 70004 دونم، توزعت في:
حماة: عدد الأشجار 798480، المساحة المتضررة/ دونم 49905
حلب: 167239 شجرة على مساحة 15130
إدلب: 49133 شجرة على مساحة 4969.

دور مكتب الفستق

وأشار إلى أنه بعد التحرير يحاول مكتب الفستق الحلبي بدعم من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إعادة تفعيل دوره في الاهتمام بشجرة الفستق الحلبي بشكل عام، منوهاً بأنه بالتعاون مع الجهات الدولية والمنظمات الفاعلة لإعادة تأهيل البساتين ودعم المزارع والحصول على إحصائيات ومعلومات حقيقية وواقعية من أجل بناء قاعدة بيانات صحيحة تعتمد عليها جميع المشاريع الخاصة بشجرة الفستق الحلبي. ولفت هواش إلى أنه يتم البحث حالياً عن أصول مقاومة لحشرة الكابنودس والأمراض الفطرية لاعتمادها في ترميم البساتين المتضررة، مشدداً على إصدار شهادات المنشأ الخاصة بالتصدير وحصر الكميات المصدرة وتقدير الإنتاج، ومتابعة الجولات الميدانية والأيام الحقلية على بساتين ومزارعي الفستق الحلبي.

وأشار هواش إلى أن التقديرات النهائية لموسم 2024 بلغت 83796 طناً، منها:
2,444,992 فستق (قلب) /كغ.
263,776 فستق (بقشره) / كغ.
2,077,532 فستق (أخضر) /كغ.
وعن ترتيب الدول الأكثر استيراداً للفستق الحلبي من سوريا عربياً وأوربياً، بين أنها مصر، وألمانيا، والسعودية، واندونيسيا، والأردن، والهند، والجزائر، ورومانيا، وسلطنة عمان، وفنزويلا، والكويت، وماليزيا، وقطر، والسويد.