الثورة
قدّمت رئاسة الجمهورية العربية السورية واجب العزاء بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق خلال شهر حزيران الماضي، في خطوة تؤكد على وحدة السوريين ورفض أي محاولات لضرب النسيج الوطني.
واستقبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، مساء الأربعاء، الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع، ممثلاً عن رئيس البلاد، برفقة معاون أمين الرئاسة لشؤون مجلس الوزراء علي كده، ووزير الإعلام حمزة مصطفى، وعضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب حسن دغيم.
وخلال اللقاء، نقل الشرع تعازي الرئيس البطريرك والمكوّن المسيحي في سوريا، مؤكداً أن استهداف الكنيسة هو استهداف للعيش المشترك، ومعرباً عن تقدير الدولة للدور التاريخي والوطني الذي تمثله البطريركية.
من جهته، رحّب البطريرك يوحنا العاشر بالوفد، وطلب نقل تحياته وتقديره للرئيس، مؤكداً أن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق ستبقى إلى جانب جميع أبناء الوطن، بعيداً عن منطق الأكثرية والأقلية، ومشدداً على أصالة الدور المسيحي في سوريا والشرق.
وبيّنت البطريركية أن اللقاء كان مناسبة لتجديد أواصر الأخوة والتشاور حول المستجدات المحلية والدولية، مع التأكيد على استمرار العمل المشترك لمواجهة التحديات.
في 22 حزيران الماضي، تعرّضت كنيسة القديس مار الياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة لهجوم مزدوج نفّذه انتحاري أطلق النار على المصلين أثناء القداس المسائي، قبل أن يفجر نفسه عند مدخل الكنيسة.
ووفق شهود عيان، شارك مسلحون آخرون في الهجوم، وكان أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا أن المهاجمين غير سوريين، ودخلوا دمشق عبر البادية قادمين من مخيم الهول، مستغلين حالة الفراغ الأمني بعد تحرير العاصمة.
وأسفر الاعتداء عن مقتل 25 شخصاً وإصابة ما بين 60 و63 آخرين، بينهم أطفال، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة داخل الكنيسة، ما استدعى دعوات رسمية وشعبية لتعزيز الإجراءات الأمنية وحماية دور العبادة.
تشكل خطوة تقديم العزاء رسالة سياسية ووطنية عميقة، فهي تعكس إصرار الدولة على ترسيخ الوحدة الوطنية وحماية العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع السوري، وتؤكد تقدير القيادة للدور التاريخي والحضاري للمكوّن المسيحي في البلاد.
كما تمثل هذه المبادرة رداً معنوياً على محاولات الإرهاب ضرب النسيج الاجتماعي، وإشارة واضحة للمجتمعين المحلي والدولي بأن سوريا متمسكة بتنوعها الديني والثقافي وقادرة على صون حرياته، فضلاً عن كونها مناسبة لتعزيز قنوات التواصل والتشاور بين القيادة السياسية والروحية في مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية.