الثورة – عامر ياغي:
أكد الخبير الاقتصادي يحيى السيد عمر في حديث خاص لصحيفة الثورة أن صناعة المعارض والمؤتمرات تُعدّ من أهم الصناعات الحديثة التي تُساهم في تنشيط الاقتصاد العالمي، لعدة أسباب مجتمعة أولها توفّر منصات للتبادل التجاري، وفتح المجال أمام الشركات المصنعة لعرض منتجاتها، كما أنها تُشكّل فرصة لخلق شراكات واستثمارات جديدة.
تأثير مباشر
ومن الأمثلة البارزة على ذلك ـ بحسب السيد عمر ـ معرض هانوفر الصناعي في ألمانيا الذي يُعدّ الأكبر في العالم في مجال التكنولوجيا والصناعة؛ إذ يجذب سنويّاً مئات آلاف من الزوار وآلاف الشركات، ويُحقّق تأثيراً مباشراً في الاقتصاد الألماني من خلال التعاقدات وصفقات التصدير، إلى جانب معرض دبي إكسبو 2020 الذي يعد مثالاً حيّاً على قدرة المعارض على تحفيز النمو، إذ ساهم في جذب ملايين الزوار من مختلف دول العالم، وأدَّى إلى زيادة كبيرة في حجم الإنفاق السياحي والتجاري والاستثماري داخل الإمارات.
هذه النماذج ـ والكلام للسيد عمر ـ تؤكد أن صناعة المعارض لم تَعُد مجرد حدث تجاري، بل تحولت إلى قطاع اقتصادي متكامل يرفد الناتج المحلي، ويخلق فرص عمل، ويدعم قطاعات النقل والسياحة والفندقة والخدمات.
مكانة دولية
وأضاف السيد عمر أن ذات الأمر ينسحب على معرض دمشق الدولي المعرض الأهم والأقدم في المنطقة والأكثرها رمزية، إذ تأسس عام 1954م، واكتسب مكانة دولية مهمة قبل أن يتأثر بفترات التراجع الاقتصادي والسياسي، مبيناً أن إعادة إحياء المعرض من جديد تعني عودة منصة قادرة على ربط الاقتصاد السوري بالأسواق الإقليمية والدولية، وجذب المستثمرين الباحثين عن فرص جديدة في السوق السورية.
وأشار السيد عمر أن المعرض لا يقتصر أثره على الصفقات التجارية المباشرة، بل يشمل كذلك تعزيز ما يُعرف بـ”سياحة المعارض”، حيث يتوافد آلاف الزوار ورجال الأعمال والإعلاميين، ما ينعكس بشكل مباشر على دخل الفنادق، والمطاعم، وخدمات النقل، ويؤدي إلى خلق دورة اقتصادية واسعة يستفيد منها الأفراد والشركات والدولة على حد سواء، منوهاً إلى أن الأهمية الاقتصادية لمعرض دمشق الدولي تتجسّد أيضًا في كونه واجهة للترويج للمنتجات الوطنية، وتشجيع الصادرات، وتعزيز صورة سورية كسوق واعدة.
وقال: صحيح أن المؤشرات الحالية لاندماج الاقتصاد السوري في النظام التجاري الدولي ما تزال دون المستوى المطلوب، وأن العقبات الاقتصادية والإدارية قد تَحُدّ من النتائج المرجوة، لكنّ مجرد استمرار المعرض ونجاحه في جذب شركات عربية وأجنبية يُعدّ مؤشراً إيجابيّاً على إمكانية التعافي، وبذلك، يمكن القول: إن معرض دمشق الدولي يمثل أداة إستراتيجية لإعادة بناء جسور الثقة مع المستثمرين، وتحريك عَجَلة الاقتصاد الوطني من خلال مزيج من التجارة، والسياحة، والترويج الاستثماري.