“الشرع” يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. رسالة لكسر عزلة سوريا وإعادة تموضعها دولياً
الثورة:
ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس أحمد الشرع سيشارك الشهر المقبل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مؤكدة نقلاً عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن الشرع سيحضر أعمال الدورة المقبلة وسيلقي كلمة أمام الدول الأعضاء.
ومن المقرر أن تُعقد اجتماعات الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة بالولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 22 و30 أيلول المقبل، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات من معظم دول العالم، حيث تشكل هذه المناسبة منصة لبحث قضايا التنمية والسلام، إضافة إلى إتاحة المجال لعقد لقاءات ثنائية بين القادة.
ويأتي هذا الحضور كأول مشاركة لرئيس سوري في اجتماعات الأمم المتحدة منذ عام 1967، عندما ألقى الرئيس نور الدين الأتاسي كلمة أمام الجمعية العامة، في حين لم يشارك رئيس النظام المخلوع بشار الأسد ولا والده حافظ الأسد في مثل هذه الاجتماعات.
ويعني وقوف الشرع على منبر الأمم المتحدة أن سوريا تعود للواجهة الدبلوماسية بعد عقود من الغياب، إذ لم يسبق لرئيس أن حضر منذ عهد نور الدين الأتاسي عام 1967، هذا يعكس محاولة لإعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي وإظهارها كطرف شرعي مشارك في صياغة النقاشات العالمية.
ويحمل حضور “الشرع” دلالات متعددة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ يُنظر إليه كمؤشر على محاولة سوريا استعادة حضورها الدولي بعد سنوات طويلة من العزلة والانكفاء، كما أن إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة يمنح القيادة السورية الجديدة فرصة لعرض رؤيتها السياسية ومواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وإبراز مساعيها للحفاظ على وحدة البلاد وإعادة بنائها.
رمزية المشاركة لا تقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل تحمل رسالة واضحة بتجاوز مرحلة العزلة التي ميّزت عهد نظام الأسد البائد، حيث ارتبطت سوريا حينها بالانغلاق والصدامات، ويعتبر حضور الشرع في أروقة الأمم المتحدة خطوة نحو إعادة تموضع سوريا كلاعب شرعي ضمن المجتمع الدولي، وهو ما يعكس رغبة القيادة الحالية في فتح قنوات حوار بدل الانكفاء.
وستكون هذه المشاركة اختباراً حقيقياً لموقف المجتمع الدولي من القيادة السورية الجديدة، فالتفاعل مع كلمة الشرع – سواء بالترحيب أم التحفظ – سيكشف حجم الاستعداد للتعامل مع دمشق على أساس جديد، كما سيحدد طبيعة موقعها في التوازنات الدولية المقبلة.
وعلى الصعيد الداخلي، تحمل مشاركة الشرع بعداً معنوياً مهماً للسوريين، فهي رسالة بأن بلادهم استعادت جزءاً من حضورها المفقود في المحافل العالمية، وأن القيادة الحالية تسعى لتمثيلهم في الساحات الدولية بما يتجاوز سنوات الحرب والقمع التي عاشتها البلاد.
ويؤكد متابعون أن رمزية هذا الحضور تتعدى كونه خطوة بروتوكولية، إذ يمثل تحولاً في مسار السياسة السورية، وفرصة لاستخدام منبر الأمم المتحدة كجسر للتواصل مع العالم، وتقديم صورة مغايرة لسوريا بعد سقوط نظام الأسد.