الثورة:
أكدت وكالة بلومبيرغ أن مجموعة فيتول الهولندية، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، شرعت في تحميل أول شحنة من النفط الخام السوري منذ رفع العقوبات الغربية عن دمشق، في خطوة تشير إلى بداية محاولات قطاع الطاقة استعادة نشاطه بعد سنوات من الشلل بسبب الحرب في سوريا.
أوضح مصدر مطلع للوكالة، أن الشحنة ستُنقل إلى مصفاة في إيطاليا، مبيناً أن عملية التحميل تتم اليوم، في حين لم يُسجل أي تصدير آخر للخام السوري منذ رفع العقوبات.
ذكر التقرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في يوليو/تموز الماضي رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا لعقود، من أجل دعم اقتصادها المتدهور ومساندة الحكومة الجديدة، كما ألغى الاتحاد الأوروبي قبل شهرين جميع القيود الاقتصادية المتبقية.
استعرض التقرير واقع إنتاج سوريا قبل اندلاع الحرب عام 2011 التي انتهت بالإطاحة بالإرهابي المخلوع بشار الأسد العام الماضي، موضحا أن البلاد كانت تنتج مئات آلاف البراميل يوميا، قبل أن يتدهور الوضع الأمني ويؤدي إلى نزوح الملايين وتراجع الإنتاج بشكل حاد.
وكشف التقرير أن صادرات النفط بلغت نحو 380 ألف برميل يومياً عام 2002، قبل أن تدخل في مسار تراجعي طويل، مشيراً إلى أن استئناف الصادرات البحرية يمثل خطوة حيوية لتأمين العملات الأجنبية التي تحتاجها الحكومة بشكل عاجل في ظل أزمتها الاقتصادية.
ولفت إلى أن وزارة الطاقة طرحت الشهر الماضي مزاداً لبيع نحو 500 ألف برميل من الخام متوسط الكثافة وعالي الكبريت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع النفط كان يمثل قبل الحرب أحد أهم أعمدة الاقتصاد، إذ وفر جزءاً كبيراً من الإيرادات الحكومية والقطع الأجنبي، غير أن تدمير البنية التحتية بفعل المعارك، إلى جانب سيطرة تنظيمات مسلحة ومليشيات على الحقول، أدى إلى انهيار شبه كامل لهذا القطاع، ومع سقوط نظام الأسد البائد ورفع العقوبات الغربية، تحاول الحكومة الحالية إعادة تشغيل الحقول والموانئ لتأمين موارد مالية تدعم جهود التعافي الاقتصادي.