الثورة – مهند الحسني:
ربّ ضارة نافعة، يبدو أن هذه المقولة تنطبق على واقع سلة نادي حمص الفداء (الوثبة) سابقاً، فبعد هبوط الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الثانية الموسم الماضي، وجد البعض أن اللعبة دخلت في مرحلة الانهيار والتلاشي، خاصة أن النادي يعاني من الناحية المالية الكثير، ومعظم لاعبيه هجروا الفريق بحثاً عن عقود احترافية جديدة ومغرية، لكن ومع قدوم الإدارة الجديدة ظن الجميع أن اللعبة لن تشهد دعماً كبيراً وستبقى في الظل، لكن الإدارة قلبت كل هذه التوقعات وكانت منها التفاتة حنونة وكبيرة نحو مفاصل اللعبة بجميع فئاتها، وأولتها كل الرعاية والاهتمام، خاصة بعدما تولى مهمة الإشراف الكابتن تامر الحافظ الذي يعد من أقوى الداعمين والمتابعين لكل تفاصيل اللعبة الصغيرة قبل الكبيرة، ونجح في إعادة الفريق لدوري الأضواء بقوة، بعدما شهد الفريق حالة من الاستقرار الفني والإداري والمالي، فكان الحصاد مثمراً وموازياً لحجم العطاء المقدم.
آمال كبيرة
مساء السبت الفائت، كان عشاق ومحبو سلة نادي حمص الفداء على موعد مع انطلاقة تحضيرات الفريق، ضمن أجواء كرنفالية جميلة، حضرها رئيس النادي وأعضاء الإدارة وبعض داعمي اللعبة، وعدد كبير من جمهور النادي الذي هتفوا واحتفلوا وشجعوا، مؤكدين بأنهم السند الأول للفريق في مشواره القادم.
لم يتوقف طموح القائمين على الفريق عند حدود الحضور الجيد في دوري المحترفين، بل سارعت الإدارة إلى تثبيت مشاركة الفريق في بطولة الأندية العربية التي ستقام بدبي الشهر الجاري، وهي مشاركة قوية وبحاجة إلى تحضير مثالي وجيد، فكانت أولى خطوات الإدارة التعاقد مع المدرب الوطني أشرف دركزلي لقيادة الفريق، وهو من المدربين الجيدين وتجاربه التدريبية أكبر دليل على صحة كلامنا، كما فتحت الإدارة باب التعاقدات على مصراعيه وضمت أفضل اللاعبين أمثال: (عمر الشيخ علي، دياب الشواخ، محي الدين قصبلي، عمر إدلبي، جورجي ناظريان) كما قامت بتجديد عقود غالبية لاعبي الفريق من أبناء النادي.
تحضيرات جيدة
اتصلت (الثورة) مع مشرف اللعبة تامر الحافظ والذي أكد بأن الفريق بدأ تحضيراته من يومين استعداداً للبطولة العربية، ومن المتوقع أن يلعب بعض المباريات الودية في دبي قبل انطلاقة البطولة بأيام قليلة، وستكون هذه المباريات بمنزلة امتحان حقيقي للفريق قبل دخوله معترك البطولة القوية، وتابع الحافظ بقوله: نحن بصدد التعاقد مع لاعبين أجانب محترفين، وهم على مستوى عالٍ ومن طراز النخبة، وتواجدهم بتحضيرات الفريق بحمص أم بدبي سيقرره مدرب الفري أشرف دركزلي.
نقطة الصفر والبناء
على الرغم من أن الإدارة تعاقدت مع بعض اللاعبين الكبار لتدعيم صفوفه في المشاركة القادمة، غير أن الإدارة وجدت أن النادي يضم لاعبين متميزين من الشباب الذين لم يأخذوا فرصتهم مع الفريق الأول نتيجة وجود لاعبين من خارج أسوار النادي، وبعد مشاورات مع الكثير من الخبرات قررت العودة لنقطة الصفر، وبناء جيل سلوي واعد للمستقبل والاعتماد على أبناء النادي، وهي خطوة إيجابية تسجل للإدارة، لكن يلزمها صبر ومصابرة على النتائج، ومتابعة دقيقة لكل تفاصيل الفريق، مع وجود حالة مثالية من الاستقرار بجميع أشكاله، بعيداً عن أي صعوبات قد تعكر صفو اللعبة، ولابد أن تكون الثمار يانعة وملبية للطموح تغني النادي عن تجشم الأعباء المالية جراء تعاقده مع لاعبين من خارج أسوار النادي.
حلول واستقرار
لم يكن اهتمام الإدارة منصباً فقط على الفريق الأول بالنادي، وإنما شملت رعايتها واهتمامها جميع فرق النادي، حيث قامت بتكليف مدربين من أبناء النادي لتدريب فرق القواعد، وهناك متابعة يومية ودقيقة لكل تفاصيل الفرق من دون استثناء، على أمل أن تحقق هذه الفرق نتائج جيدة في الموسم المقبل، كما لم تبدأ الإدارة بهذه الخطوات قبل أن تسعى لحلحلة بعض المشكلات المالية المتعلقة بعقود اللاعبين الموسم الماضي، وقد نجحت في سد جميع مستحقات اللاعبين المالية، رغبة منها في خلق مناخات تحضيرية مناسبة لجميع ألعاب النادي، والعمل بهدوء وتروٍ لتطوير مستوى جميع الألعاب.