الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت منطقة جبل سمعان في ريف محافظة حلب، افتتاح مركز البوابية الصحي بحضور رسمي وشعبي، ليشكل هذا الحدث علامة فارقة في مسيرة الخدمات الصحية المقدمة لأهالي المنطقة، وخاصة في الريف الجنوبي لحلب الذي عانى طويلاً من ضعف المرافق الصحية الأساسية.
مبادرة مجتمعية
جاء افتتاح المركز ثمرة لمبادرة مجتمعية مميزة، أطلقها أهالي بلدة البوابية التابعة لناحية الزربة بريف حلب الجنوبي، الذين آمنوا بقدرتهم على إحداث فرق حقيقي في حياتهم اليومية، فمن خلال جهود جماعية ودعم محلي، تمكنوا من وضع حجر الأساس لهذا المشروع الصحي الحيوي، ليقدم اليوم خدماته كخط مناعة أول ضد الأمراض في المنطقة وما حولها.
مدير صحة حلب الدكتور محمد وجيه جمعة، أوضح في كلمته خلال الافتتاح، أن افتتاح المركز الصحي يمثل نموذجاً يُحتذى به في التعاون بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية، مشيراً إلى أن المديرية استلمت المركز حديثاً، وستعمل على ترميمه وتجهيزه ودعمه بالكوادر البشرية المؤهلة. لافتاً إلى أن الهدف الأساسي هو تحويل المركز إلى نقطة مضيئة، تقدم الحماية والرعاية الصحية للأهالي، وتساهم في تعزيز الأمن الصحي بالريف الجنوبي.
أهمية استراتيجية
لا يقتصر افتتاح المركز على كونه مرفقاً طبياً جديداً، بل يحمل أبعاداً استراتيجية عميقة، فالريف الجنوبي لمحافظة حلب، يضم آلاف السكان الذين لطالما واجهوا صعوبات في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
ومع وجود هذا المركز، بات بالإمكان توفير خدمات الرعاية الأولية والوقائية، وتقديم اللقاحات الضرورية للأطفال، ومتابعة الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، والاستجابة الأولية للحالات الإسعافية قبل نقلها إلى المستشفيات المركزية، وبذلك، يصبح المركز بمثابة خط الدفاع الأول ضد انتشار الأمراض والأوبئة، ويخفف الضغط عن المستشفيات الكبرى في مدينة حلب.
دعم رسمي
بدوره، أكد معاون محافظ حلب ومسؤول المنطقة فواز هلال، أن ما أنجزه أهالي البوابية اليوم يعد إنجازاً كبيراً يستحق الإشادة، وأضاف في كلمته: إن افتتاح المركز الصحي بجهود أهلها ومبادرتهم المجتمعية، دليل حي على أن المجتمع حين يتكاتف ويعمل من أجل بلده قادر على إعادة الحياة لمرافقها الأساسية، ونحن بدورنا نشجع هذه المبادرات وندعمها، لأنها تصب أولاً وأخيراً في خدمة المواطن.
وأشار هلال إلى أن المحافظة ستشهد خلال الفترة القادمة سلسلة من المشاريع التنموية، وخاصة في الريف الجنوبي، بما يساهم في تحسين مستوى المعيشة وإعادة الأمل إلى سكان تلك المناطق .
المجتمع شريك أساسي
اللافت في تجربة البوابية، أن المجتمع المحلي لم يكتفِ بالمطالبة بالخدمات، بل بادر بنفسه إلى إطلاق المشروع وتحريك عجلة العمل، هذا النموذج يعكس ثقافة المشاركة المجتمعية، التي أصبحت اليوم ضرورة لتعويض سنوات من التحديات والنقص في الخدمات.
وعبّر أهالي البلدة عن فرحتهم بهذا الافتتاح، مؤكدين أن وجود المركز سيخفف عنهم عناء التنقل إلى مناطق بعيدة لتلقي العلاج، وخاصة في الحالات الطارئة، كما اعتبروا أن هذه الخطوة تعزز شعورهم بالاستقرار والطمأنينة، وتشجعهم على البقاء في قراهم ومتابعة حياتهم اليومية بثقة أكبر.
دلالات إنسانية وتنموية
إن افتتاح مركز البوابية الصحي لا يمثل مجرد مشروع خدمي، بل هو رسالة أمل وإصرار على إعادة بناء الحياة في الريف الجنوبي، فهو يعكس إرادة المجتمع في المشاركة وإعادة الإعمار، والتزام الدولة بدعم المبادرات المحلية وتطوير الخدمات، ورغبة مشتركة في تحويل التحديات إلى فرص للنهوض.
ويؤكد هذا الحدث أن إعادة تأهيل المرافق الصحية والتعليمية والخدمية، يعد الخطوة الأولى نحو عودة الحياة الطبيعية، وركيزة أساسية للتنمية المستدامة في محافظة حلب وريفها.