الثورة – وداد محفوض:
عادت أسعار اللحوم الحمراء في أسواق طرطوس للارتفاع مجدداً، بعد أن شهدت استقراراً خلال الشهرين الماضيين، وذلك بعد فتح باب تصدير المواشي إلى دول الخليج العربي. إذ تجاوز سعر الكيلو غرام من لحم الخروف البلدي “مسوّفة” إلى 150 ألف ليرة سورية، فيما قفز سعر كيلو لحم العجل من نحو 100 إلى 130 ألف ليرة سورية خلال فترة وجيزة.
الواقع معاكس
في جولة لصحيفة الثورة على أسواق اللحوم، تساءلت صفاء ديب- ربة منزل، عن سبب ارتفاع سعر اللحوم الحمراء مؤخراً، إذ كانت تأمل أن تشهد انخفاضاً بعد الكثير من التصريحات بعدم ارتباط زيادة الرواتب بارتفاع الأسعار، لكن الواقع معاكس تماماً، مؤكدة أن معظم السلع شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، وليست اللحوم وحدها.
منكهات صناعية بديلة
وأوضح علي خردق- أحد سكان المدينة، أن اللحوم الحمراء أصبحت خارج نطاق قدرته الشرائية منذ زمن، فأسعارها مرتفعة ولا تناسب الدخل، وإنهم يعتمدون على المنكهات الصناعية، مثل مكعبات “الماجي” في طعامهم، وأمِل أن تتدخل الجهات المعنية لضبط السوق، حتى يستطيع الفقير تناول اللحم ولو مرة واحدة في الشهر.
من جانبه، أكد صاحب ملحمة في طرطوس علي سليمان، أن التكاليف الإضافية من أجور النقل وسماسرة تجارة المواشي، وأجور العمال وسعر المواد المساعدة “الأكياس ومواد التعقيم والتنظيف”، جميعها تزيد في السعر النهائي للكيلو، مشيراً إلى أن فقدان جزء من وزن الذبيحة في اليوم التالي للذبح يضطرهم لإضافة تكلفة تقديرية لتعويض الفاقد، وهذا يتحمله المستهلك أيضاً.
غلاء الأعلاف
محمد شحادة الحداد، تاجر جملة، أرجع السبب الرئيسي لارتفاع أسعار اللحوم إلى تراجع مرابط تسمين العجول والأغنام، وغلاء الأعلاف بشكل غير مسبوق، موضحاً أن سعر كيلو التبن الذي كان يتراوح سابقاً بين 400 و700 ليرة، قفز اليوم إلى 2700 ليرة، في حين شهدت جميع أنواع الأعلاف الأخرى ارتفاعاً في سعرها. وأضاف الحداد: إن تكلفة تغذية حظيرة مواشٍ، فيها عدد من رؤوس العجول أو الأغنام يومياً، تصل إلى نحو 300 ألف ليرة سورية، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم استيراد المواد العلفية، إضافة إلى تأثيرات الجفاف وقلة الأمطار التي أضعفت المحاصيل العلفية.
وأشار إلى أن السوق تعيش حالة من عدم الاستقرار، متوقعاً ارتفاعات جديدة في الأيام المقبلة، إذ إن سعر الكيلو القائم للحم العجل ازداد من 28 ألف ليرة قبل شهر واحد إلى 38 ألفاً، وقد يصل في القريب إلى 45 ألفاً، وخاصة أن العجول المستوردة حديثاً تحتاج إلى فترة تسمين طويلة قبل طرحها في الأسواق، ما يفاقم الفجوة بين العرض والطلب.
كما لفت إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال أسبوع واحد فقط، أدى إلى زيادة تكلفة العجل الواحد بنحو مليون ليرة، فضلاً عن ارتفاع أجور النقل والكهرباء وسيطرة سماسرة السوق الذين يستحوذون على الحصة الأكبر من الأرباح.
مرتبط بسعر الصرف
من جانبه، أكد رئيس جمعية القصابين في طرطوس باسم سليمان، أن ارتفاع الأسعار مرتبط بشكل وثيق بتقلبات سعر الصرف، وأن جميع عمليات البيع والشراء تتم وفق سعر الدولار، وأي تغير ولو كان طفيفاً، ينعكس بشكل مباشر على السوق.
وأضاف: إن الباخرة الأخيرة التي وصلت إلى مرفأ طرطوس، كانت محملة بعجول معدة للتسمين، وليست جاهزة للذبح الفوري، وهو ما يزيد من فترة الانتظار ويؤخر استقرار الأسعار. كما أشار إلى أن الساحل السوري يفتقر إلى مناطق واسعة لتربية المواشي، ما يضطر التجار إلى الاعتماد على مناطق الداخل السوري.
مشيراً إلى أن أجور النقل ارتفعت بشكل كبير، وأن كل هذه العوامل مجتمعة جعلت اللحوم الحمراء سلعة بعيدة المنال عن مائدة المواطن العادي.
