الثورة – زهور رمضان:
إيماناً برسالة العلم.. وتأكيداً على حق التعليم، وإخلاصاً لأبنائنا الطلبة، وخوفاً على مستقبل بناة الأجيال الذي يمثل مصير الوطن، أطلقت وزارة التربية والتعليم، في التاسع عشر من شهر آب المنصرم مبادرة وطنية تحت عنوان “أعيدوا لي مدرستي” وذلك بحضور عدد من الوزراء، وممثلي المنظمات المحلية والدولية، في فندق الشام بدمشق.
وتهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على واقع البنية التحتية للأبنية المدرسية في جميع المحافظات، إضافة إلى مناقشة خطط الترميم التي تحتاجها لإعادة التأهيل والبناء، للتمكن من استيعاب جميع الطلاب المتسربين من المدارس والعائدين من الخارج أو من مخيمات التهجير.ولما كانت محافظة حماة من أولى المحافظات التي سارعت لمعالجة واقع الأبنية المدرسية التي خرجت من الخدمة، إما بفعل ممارسات النظام البائد، أو بسبب التهجير الممنهج، خاصة أن مدارسها تعرضت للقصف قبل يوم واحد من سقوط النظام البائد، كان لابد من التركيز على مبادرات المجتمع المحلي الهادفة لترميم المدارس في ظل وجود ضعف إمكانات لدى مديرية التربية لإعادة الترميم وإعمار المدارس المدمرة.
منحة مغترب لمورك
وضمن مبادرة تنموية تحمل روح الانتماء والعطاء، فقد تبرّع أحد أبناء مدينة مورك المغتربين بمبلغ يفوق نصف مليون دولار أميركي، لإنشاء مدرسة حديثة، دعماً للبنية التعليمية فيها، ويهدف المشروع إلى توفير بيئة تعليمية متطورة تلبي احتياجات طلاب المنطقة، إلى جانب بناء مسجد يشكّل مركزاً للعبادة ونشر المعرفة، بما يعزز الواقع الخدمي والاجتماعي لأهالي مورك.
وأكد مدير منطقة صوران عبد السلام القاسم الذي حضر الإعلان عن المنحة أهمية، هذه المبادرة النوعية التي تعكس قيم التضامن وتدعم مسيرة التعليم وتماسك المجتمع المحلي.كما أكد رئيس مجلس مدينة مورك إبراهيم الإبراهيم أن هذه الخطوة تجسّد حرص أبناء الوطن، في الداخل والخارج، على الإسهام الفاعل في خدمة مجتمعاتهم، وتعزيز جهود البناء والتنمية في محافظة حماة.
حملة “مدرستي” في اللطامنة
ومع اقتراب العام الدراسي الجديد وفي ظل تأخر التحرك الحكومي والمنظماتي لإعادة ترميم وإعمار المدارس المدمرة في مدينة اللطامنة، فقد أطلق الأهالي حملة شعبية واسعة لترميم وتنظيف المدارس المتضررة وعلى الأخص تأهيل عدد من صفوف ثانوية الذكور في الحي الشرقي للمدينة، بهدف استقبال طلبة المرحلة الثانوية، كونها تعتبر المدرسة الأفضل من بين المدارس الموجودة حالياً، بيد أنها تحتاج إلى الاهتمام من الجميع لإعادة تأهيلها قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، في خطوة تعكس تلاحم المجتمع المحلي مع الجهات الرسمية.
وذكر مسؤول العلاقات العامة في منطقة اللطامنة علي سليم الخلف، أن اللجنة المجتمعية في اللطامنة ضمن حملة مدرستي التي انطلقت بالتعاون مع مجلس المدينة ومديرية منطقة محردة بهدف ترميم عدد من المدارس، قد تمكنت من جمع أكثر من عشرين ألف دولار لترميم مدارس اللطامنة التي دمرت بعد أن خرجت من حرب قاسية، فأصبح من الواجب على الجميع المشاركة في هذه المبادرات لما لها من أثر طيب.
بدوره أكد رئيس مجلس مدينة اللطامنة عبد الناصر الصالح، أنه ومع اقتراب العام الدراسي ومع مطالبات الأهالي الكثيرة لترميم ما يمكن ترميمه قبل بدء العام الدراسي، فقد أطلق مجلس المدينة حملة مدرستي بالتعاون مع مديرية المنطقة ومباركة مديرية التربية نقوم بجمع التبرعات لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
يداً بيد نبني مدارسنا
وذكر عضو اللجنة المجتمعية والخدمية في اللطامنة ساري القدور، أنه وتحت شعار معاً نصنع الأمل، ونظراً لاقتراب العام الدراسي، فقد أطلق ناشطون من أبناء مدينة اللطامنة حملة شعبية لترميم وتجهيز الصفوف القابلة للاستعمال في المدرسة الثانوية بالحي الشرقي، بهدف تمكين الطلاب العائدين إلى المدينة من متابعة تعليمهم داخل مدينتهم دون ضياع عام دراسي جديد، أو تكليفهم عناء البحث عن مدارس خارج المدينة وتحملهم تكاليف التنقل، متوقعاً مشاركة أوسع من المجتمع المحلي، مؤكداً أنه ومن خلال الدعم والمساندة والجهود المشتركة يمكن إعادة الحياة إلى المدرسة وفتح باب الأمل لأبنائنا من جديد.
وشهدت الحملة مشاركة واسعة من أهالي المدينة الذين تطوعوا في أعمال التنظيف وإزالة الأنقاض، فيما قدمت الجهات المحلية دعماً لوجستياً، شمل توفير آليات ومعدات لإعادة تأهيل المباني المدرسية التي تضررت بفعل الحرب.
دمار شبه كامل
وأوضح رئيس الهيئة التعليمية في اللجنة المجتمعية محمد خروف، أنه، وخلال السنوات الماضية، تعرضت مدارس المدينة لدمار شبه كامل، ما أدى إلى خروجها من الخدمة، مشيراً إلى أن الحملة نجحت حتى الآن في ترميم مدرسة واحدة، ويجري العمل على ترميم مدرسة ثانية، بينما تبقى بعض المباني غير قابلة للإصلاح نتيجة الدمار الكلي.
وأضاف خروف: إن عدد المدارس في المدينة يبلغ عشر مدارس، معظمها مدمرة بالكامل، مؤكداً أن الهدف من الحملة هو توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب، وتشجيع الأهالي والنازحين على العودة إلى المدينة واستئناف حياتهم الطبيعية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المجتمعية الرامية إلى دعم العملية التعليمية، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، بما ينسجم مع توجهات الدولة في إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية في المناطق المحررة.
وكانت مدينة اللطامنة قد انتهت قبلها من مبادرة ترميم وتجهيز مدرسة عبد العال السلوم، وذلك ضمن حملة “حماة تنبض من جديد”، في خطوة لإعادة الحياة التعليمية إلى المنطقة التي تأثرت سابقاً بفعل موجات النزوح.
وتضمنت المبادرة تجهيز 11 غرفة صفية استعداداً لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي 2025- 2026، في إطار جهود حثيثة لإحياء القطاع التربوي في المدينة.
وعكست عودة الأهالي إلى المنطقة وحرصهم على تعليم أبنائهم الأثر الإيجابي للمبادرة، ويجري تنفيذها بتعاون وثيق بين مديرية التربية والتعليم والمجتمع المحلي، لتوفير بيئة تعليمية محفزة تضمن استمرارية العملية التربوية ونجاحها، بما يخدم مستقبل الأجيال القادمة.
وتجسّد هذه الخطوة حرص أبناء الوطن، في الداخل والخارج، على الإسهام الفاعل في خدمة مجتمعاتهم، وتعزيز جهود البناء والتنمية في محافظة حماة.
مدارس كرناز للتأهيل
كما أكد عضو اللجنة المجتمعية في بلدة كرناز، محمد سالم العثمان، خروج ثلاث مدارس في مدينة كرناز من أصل 12 مدرسة في البلدة من الخدمة، وأضاف: إن المدارس الثلاث تعرضت لأضرار إنشائية نتيجة قصف النظام البائد لها ما جعلها بحاجة ماسة للترميم والصيانة الشاملة، فيما تحتاج بقية المدارس إلى أعمال تأهيل من أبواب ونوافذ وباحات وأعمال مدنية أخرى لضمان بيئة تعليمية آمنة للطلاب مع بداية العام الدراسي نتيجة تعرضها للسرقة والتخريب.
“بسواعدنا بدنا نعمرها”
وفي قلعة المضيق فقد أطلق أهالي المدينة حملة “بسواعدنا بدنا نعمرها” لترميم مدارس المدينة وأعلن رئيس اللجنة الخدمية والمجتمعية المهندس شادي الترك، عن انطلاق حملة “بسواعدنا بدنا نعمرها”، بهدف تحسين الواقع التربوي، والمعيشي في قلعة المضيق.
وشهدت الحملة تنظيف مدرسة فواز نصر الله الأساسية في حارة المخفر، بالتنسيق مع اللجنة المجتمعية ولجنة المبادرة، مع بدء جمع التبرعات لترميم المدرسة، وتجهيزها لاستقبال العام الدراسي الجديد، الذي سيكون الأول بعد انقطاع دام سبع سنوات، كما دعت اللجنة المجتمعية المنظمات المعنية للتدخل السريع لدعم تجهيز المدارس، ومساعدة الأهالي الوافدين من الشمال السوري بعد معاناة شاقة.
ترميم مدرسة الحماميات
وبمبادرة مشتركة بين الجهات الحكومية وأهالي المنطقة، انطلقت أعمال تنظيف مدرسة الحماميات شمال حماة، والتي دمَّرها قصف سابق للنظام البائد، في خطوة أولى نحو إعادة تأهيلها وترميم مرافقها.
فقد باشرت الآليات الخدمية في مديرية منطقة محردة أعمال تنظيف مدرسة الحماميات وإزالة الركام منها، وذلك بتوجيه من مدير المنطقة الأستاذ أحمد الصيادي، وبهدف تأمين بيئة تعليمية مناسبة لطلاب القرية مع قرب انطلاق العام الدراسي.
وشملت الأعمال أيضاً سبر الموقع والتأكد من خلوه من الألغام والمخلفات الحربية، بإشراف ميداني من مسؤول العلاقات العامة في المديرية علي الخلف، وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة حماة تنبض من جديد التي أطلقها محافظ حماة عبد الرحمن السهيان لإعادة تأهيل المرافق التعليمية والخدمية في المحافظة.
وسائل تعليمية في كفرزيتا
وضمن مبادرة أخلاقية طيبة تعبّر عن روح التعاون والحس والمسؤولية المجتمعية، قدمت مجموعة مدارس إرادتي مجموعة من المقاعد الدراسية والوسائل التعليمية والترفيهية لإحدى مدارس مدينة كفرزيتا، التي تُعاني من ضعف في البنية التحتية التعليمية نتيجة ما تعرضت له من دمار خلال السنوات الماضية.وأكد رئيس اللجنة المجتمعية الخدمية في مدينة كفرزيتا علي سليم الخلف، أن مدارس كفرزيتا اليوم بأمسّ الحاجة إلى مختلف أنواع الدعم والخدمات، على صعيد القطاع التعليمي الذي يُعاني من نقص حاد في الموارد والإمكانات، لكونها تعرضت للدمار بشكل كبير خلال سيطرة النظام البائد مقدراً مبادرة مدارس إرادتي التي قامت بتقديم عدد من المقاعد الدراسية والوسائل التعليمية والترفيهية، معتبراً أنها ذات قيمة ثمينة وأهمية وسيكون لها أثر واضح في دعم العملية التعليمية، وتوفير بيئة أفضل للطلاب، مذكرا بوجود اثني عشرة مدرسة في مدينة كفرزيتا نظرياً ، بينما لا تعمل إلا مدرسة واحدة فقط تستقبل الطلاب، ما يبرز حجم التحديات التي تواجه المدينة، ويؤكد الحاجة الملحة لمزيد من المبادرات ودعم الجهات الرسمية والأهلية على حد سواء.كما أكد مدير المدرسة محمد العليوي التي يتم ترميمها أنهم قدموا إلى المدرسة فوجدوها مدمرة، وأضاف: إن المدرسة تستوعب أطفال ما بين 150-200 طفل في مرحلة التعليم الأساسي، أما اليوم تنصب جهود أهالي المنطقة وجهود المحافظة على تنظيف المدرسة وترميم وإعادة بنائها، وصولاً لإعادة العملية التعليمية إلى إطارها الصحيح.
فيما أشار عضو اللجنة المجتمعية محمد الحسن إلى وجود نحو 200 طالب ومع بداية العام القادم من المتوقع وصول العدد لـ400 طالب، كما ذكر ياسين العوض- من أهالي الحماميات: إنه وبالتعاون مع محافظة حماة يتم إعادة تأهيل وترميم مدرسة الحماميات لاستقبال أبنائنا الطلبة في العام الدراسي الجديد على الرغم من حرب طاحنة دامت أربعة عشر عاماً تنهض سوريا من بين الرماد أكثر وعياً وإصراراً على التمسك بسيادتها واستقلالها، لذلك تعمل مديرية تربية حماة على وضع خطة لتأهيل 288 مدرسة متضررة، من إجمالي 1902 مدرسة في المحافظة. وبين مدير تربية حماة المكلف أحمد مدلوش أنه ضمن مبادرة حماة تنبض من جديد، أطلقت فعالياتٌ مجتمعية، وتجارية، وممثلون عن المدارس الخاصة وبمساهمةٍ من منظماتٍ دولية، حملةً للبدء بتأهيل 12 مدرسة كمرحلة أولى، مع نهاية الفصل الدراسي الثاني.
وأوضح مدلوش أن هناك قسمين من المدارس، الأول يشمل مباني مدرسية متضررة بشكل كلي، والثاني متضررة بشكل جزئي، ويجري حالياً إعداد الدراسات اللازمة لترميمها وفق الإمكانيات المتاحة.