الثورة – هناء ديب:
بدأت ملامح اكتمال الأعمال تتضح في جسر الحياة مع قرب انتهاء مدة التنفيذ المقررة في نهاية الشهر الحالي، كما أفادت مصادر في مديرية الصيانة في محافظة دمشق، وذلك بعد نحو 100 يوم من بدء أعمال الترميم والصيانة للنفق وسطح الجسر والجسر نفسه.
ويندرج مشروع ترميم وصيانة محور العدوي ضمن عدة مشاريع حيوية وهامة باشرت محافظة دمشق فيها منذ أشهر لتحسن المظهر الجمالي للمدينة، وتخفيف زحمة السير، وتحسين انسيابية الحركة المرورية عبر صيانة وترميم بعض الأحياء، وتوحيد مسار السير، وتزفيت الشوارع، وتركيب إنارة جديدة تعمل على الكهرباء والطاقة الشمسية، إلى جانب ما تقوم به مديرياتها من تنفيذ أعمال خدمية كتنظيف الحدائق المعروفة بالمدينة بما ينسجم مع خطة المحافظة للارتقاء بالمساحات العامة والخدمات البيئية في دمشق وتأهيل المواقع الأثرية كالأسواق القديمة.
إهمال خدمي
الجهود الواضحة والمستمرة لمحافظة دمشق للارتقاء بواقع الخدمات في المدينة، يراها البعض متواضعة في ظل ترد كبير لواقع الخدمات في العاصمة تراكم على مدى سنوات من الإهمال والتقصير، مما يتطلب حالة استنفار واسعة لتحسينه عبر مشاريع حيوية تشمل أغلب الأحياء والمناطق في العاصمة للحد قدر المستطاع من التلوث البصري والضجيج وحتى ارتفاع معدلات تلوث الهواء في بعض المناطق عن النسب العالمية بشكل لافت.
فشوارع حيوية في قلب المدينة محفرة، وبالكاد تصلح لعبور السيارات، وفوضى كبيرة في مختلف المناطق المعروفة، والتي تشكل نقطة انطلاق لمناطق أخرى نتيجة تراكم بسطات الباعة التي احتلت الأرصفة، وجعلت من حصول المواطن على موطئ قدم في الرصيف حلماً.. ناهيك عن الأصوات التي تزعج المارة وسكان المنطقة من ساعات الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل من دون أن تتمكن المحافظة من التعامل مع ملف البسطات بطريقة جذرية، ففي كل مرة تهدد المحافظة الباعة وتزيل وتصادر بسطاتهم وبضاعتهم لعدم العودة لاحتلال الأرصفة تذهب إجراءاتها مهب الريح بعد عودة الباعة والبساطة بقوة أكبر من قبل.
والحديث يطول عن أبنية ومواقع عديدة لم تدهن منذ سنوات طويلة فتراكمت الأوساخ عليها ومنظرها مؤذٍ للعين وشوارع تفتقد للإنارة ومطبات غير متناسقة تسببت مع الحفر المنتشرة في أحياء عديدة في حوادث سير وتعرض بعض المارة لحوادث دهس نتيجة السرعة وتهور بعض السائقين وعدم التزامهم بإشارات التوقف.
ملاحظات مهمة
مع قرب انتهاء مشروع ترميم وصيانة جسر ونفق الحياة ليظهر بحلته الجديدة سجل العديد من المختصين وأصحاب الشأن عدة ملاحظات بعد مشاهدتهم للأعمال المنجزة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استخدام “الجبسمبورد” كمادة لإكساء جدران النفق، وهي مادة غير مقاومة للرطوبة، وستستهلك بأول فصل شتاء، مما يضيع الجهود التي بذلت لتأهيل النفق، ويعد هدراً للمال العام لأن تعرض الجدران بعد فترة قليلة للتخريب سيكبد المحافظة مزيداً من الأموال للترميم.
وتحدث عدد من المواطنين من سكان المنطقة عن أن غياب اللوحات الدالة عن وجود أعمال ترميم وعواكس أدى لتعرض السائقين لحوادث سير، وطالبوا بضرورة تركيب كاميرات مراقبة على مدخل النفق وغيره من الساحات والشوارع الحيوية في العاصمة، وكان لافتاً زيادة المساحات الإسمنتية خاصة في المنصفات على حساب زراعة الأشجار فيها.