الثورة – سيرين المصطفى:
أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، عن إطلاق حملة تبرعات جديدة تحت عنوان “الوفاء لإدلب”، وذلك خلال اجتماع موسع جمع الفعاليات الرسمية والشعبية في مقر المحافظة شمال غربي سوريا.
الحملة تهدف إلى جمع التبرعات على مستوى المحافظة واستخدامها في تلبية احتياجات إنسانية ملحّة، أبرزها: إعادة المهجّرين من الخيام إلى قراهم ومدنهم، بناء المشافي والمراكز الصحية، إضافة إلى ترميم المدارس المتضررة بفعل الحرب وإصلاح البنية التعليمية.
ولضمان فاعلية المبادرة، شكّل المحافظ لجنة متخصصة تتولى وضع خطة شاملة للإشراف على تنفيذ الحملة وضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها بشكل مباشر وشفاف.
وتبرز أهمية هذه الخطوة في كونها مبادرة محلية رائدة تستجيب للحاجات المتزايدة في إدلب، وتعكس وعياً مجتمعياً متنامياً بأهمية التضامن الداخلي لمواجهة التحديات، كما تمثل نموذجاً عملياً لإعادة البناء من الداخل وتعزيز الخدمات الأساسية في قطاعات التعليم والصحة والإغاثة.
المطالب الشعبية بلزوم إطلاق حملة مماثلة كانت قد تكررت عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ناشد الأهالي المحافظة ضرورة التحرك لمعالجة المشكلات الخدمية في القرى والمدن المتضررة بفعل الحرب والنزوح المتكرر.
وتأتي هذه الحملة امتداداً لمبادرات محلية مماثلة في محافظات أخرى، مثل مبادرة “أبشري يا حوران” التي انطلقت في درعا ونجحت في جمع أكثر من 36 مليون دولار في يومها الأول، إضافة إلى مؤتمر “أربعاء حمص التنموي” الذي عُقد في مدينة حمص وجمع أكثر من 13 مليون دولار لدعم مشاريع إعادة الإعمار.
تؤكد هذه التجارب أن المبادرات التنموية المجتمعية تمثل رافعة أساسية لتعزيز التعافي الاقتصادي والاجتماعي بعد الأزمات، وتفتح الباب أمام تعبئة الموارد المحلية والدولية وتحفيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يسرّع من وتيرة إعادة الإعمار ويعيد الأمل للمجتمعات المتضررة.