هنا الحلّ .. والطريق

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
لم تعد الأوراق في مجلس الأمن هي ذاتها التي اعتدنا على رؤيتها.. ولا الأصوات هي نفسها.. حتى المنابر التي اعتادت أن تنتصب بعد جلساته المغلقة أو تلك التي نسمعها في مداولاته المفتوحة تبدو مغايرة.

وبالقدر ذاته لم تعد الاتهامات الغربية للموفد الدولي هي نفسها.. كما أن اللهجة المستخدمة في الخطاب الموجه إليه.. وإلى العالم تبدلت إلى حدود الشخصنة..!!‏

بهذه المعايير لم يكن مفاجئاً أن تقف الولايات المتحدة الأميركية في الموقع الذي يذهب بعيداً في رفض أي خطوة من شأنها المساهمة الإيجابية في إيجاد حلّ للأزمة في سورية.‏

وهو موقف اعتدنا عليه في المنابر الدولية، كما شاهدناه في عمليات دعم المسلحين على الأرض.. لكن أن يصل إلى مستوى التضييق على الموفد الدولي إلى حدود المحاسبة على هذا الموقف أو ذاك، أو على هذه الرؤية أو تلك، فإن الأمر يستدعي الكثير من التمعن في دلالات هذا التحديد.‏

فالجميع بات يلمس اليوم أن الموقف الأميركي والغربي عموماً من مهمة المبعوث الدولي محكوم بإحداثيات القدرة على تطويع هذه المهمة، وبالتالي حين كانت مطواعة وفق الرغبات الأميركية باتت هي المطلب الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وعندما خرجت ولو في حيز ضيق عن السياق الذي افترضته السياسة الغربية مسبقاً كان التصويب المباشر عليها ومن كل الاتجاهات، أما إذا ما خالفت فإن شخص الموفد الدولي ذاته لا يسلم من ذلك التصويب.‏

المفارقة الواضحة في معايير التعامل الغربي أنها أخرجت إلى العلن حيزاً جديداً من الاستسهال في التعاطي مع مفردات المهمة الدولية ونقلت عدواها إلى الأدوات والمرتزقة التي تعمل تحت أمرة ذلك الغرب بصورة فاضحة، إذ يكفي أن يتحرك الخطاب الغربي حتى تسارع تلك الأصوات المبحوحة لترمي كل ما في جوفها.‏

المسألة في المبدأ ليست دفاعاً.. ولا هي إحاطة سياسية بدور مجلس الأمن ومتغيراته ونمطية الحدث والمهمة التي يتبناها والمدى الذي وصلته فالمجلس له أدواته وقنواته فيما السيد أنان يمتلك من الكفاءة ما يتيح له الدفاع عن وجهة نظره، وأن يحاجج بها بما يمتلكه من معلومات ومعطيات، كما أنها في المعيار السياسي لا تشكل تبنياً لما ذهب إليه في الكثير من التفاصيل التي انطوت عليها خطواته..‏

لكنها فقط للقياس على مدى الهرطقة السياسية التي وصل إليه الخطاب الغربي حيث يفصح عمّا يخفيه من مواقف مسبقة تم تبنيها على مقياس تطابقها مع أهدافها وأي خروج يشكل صدمة في ذلك المعيار يقتضي الدفع بها إلى العلن لتكون قاعدة معتمدة لدى ثالوث الإرهاب وداعميه وحاضنيه.‏

ما نراه اليوم ليس استباقاً في الهجوم على الأجواء التي تركتها جولة أنان الأخيرة على دول المنطقة، ولا هي محاولة لمحاصرة النتائج الإيجابية المحتملة فحسب، بل هي رسالة واضحة الدلالة بالانزعاج من الحديث الموثق عن وجود إرهابيين بدعم وتسليح وتقوم به دول عربية وإقليمية، وبداية الطريق وقف التسليح ومواجهة الإرهابيين.‏

وإذا كانت إحاطة السيد أنان أمس لمجلس الأمن تشكل نقطة فاصلة في اتجاهات المهمة، فإنها تمثل أيضاً انعطافاً في الرؤية الغربية لتلك المهمة من خلال محاولة تفخيخها وإغراقها بالفرضيات والاستنتاجات.‏

الأخطر أن تكون هذه فقط مقدمة أولية، والآتي ما تتحدث عنه كواليس الغرف المظلمة من تحضير إدارة عمليات لن تكتفي باجهاض المهمة، وإنما أيضاً بمحاولة إعادة الكرة إلى الملعب الأول لإطالة أمد الأزمة ريثما تتبدل المعطيات.‏

ما هو مؤكد بالنسبة لنا أن أي جهد يساهم في ايجاد حلّ للأزمة يتطابق بالضرورة مع المسعى السوري ويتقاطع معه في رؤيته.. وسواء أعجب ذلك الإدارة الأميركية أم لم يعجبها فالحقيقة لا تتغير، وسواء علت أصوات مرتزقتها ومأجوريها أم خفتت لأن النتيجة واحدة.. وطرق الوصول إليها أيضاً.‏

وما هو محسوم.. أن هناك الكثير من الأوراق التي أضيفت.. وأصوات ربما أكثر علت نبرتها .. لتؤكد جميعها أن الحل هنا.. والطريق يبدأ من هنا، من وقف التسليح ومنع تهريب السلاح .‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية