ثورة أون لاين-علي نصر الله: لم تقدم اجتماعات مجلس الأمن – ولن تقدم – جديدا سوى أنها أضافت وتضيف في كل اجتماع مزيدا من الأدلة على وجود ارادة الهدم والتصعيد والعدوان لدى أطراف ودول معروفة، هي ذاتها لا تتغير،
لا تزيد ولا تنقص، لا تتخفى ولا تخجل بطروحاتها التي تتمثل فيها وحدها المشكلة كل المشكلة التي تعكس النوايا الخبيثة تجاه سورية، ذلك أن هذه الأطراف تشكل الجزء الأساسي والأكبر من الأزمة التي باتت دولية وليست سورية.
قفز هذه الأطراف الى الفصل السابع ليس جديدا أيضا بدليل أنه سبق طرحه منذ أشهر، لماذا، ببساطة لأنه يمثل أقصر الطرق الى تحقيق الأهداف والأغراض العدوانية التي تعمل عليها هذه الأطراف.
وأما الادعاءات بالحرص على خطة النقاط الست، وعلى مساعدة الشعب السوري، فهي مجرد ادعاءات كاذبة سقطت بالضربة القاضية التي وجهتها لها واشنطن منذ زمن طويل – منذ دعت المجموعات الارهابية الى عدم الاستجابة لدعوات الحوار الوطني، ومنذ طلبت من الارهابيين عدم القاء سلاحهم – هذا اذا لم نتوقف عند بقية الممارسات الأخرى.
ذروة النفاق الدولي هي خلاصة ممارسات واشنطن والغرب وحكومات دول الخليج المستعربة، ذلك أن تنفيذ خطة كوفي عنان يحتاج لارادة سياسية نزيهة وشريفة والتزام دولي صادق، لا الى ارادة الهدم والتصعيد التي تدعم الارهاب وتقدم له الرعاية وكل التسهيلات، حيث لم تدع واشنطن وأدواتها قيمة لمنظومة الأخلاق والمبادىء والقيم التي قامت عليها القوانين الدولية الا وضربت بها في الصميم ؟!.
الذروة ذاتها لم يبلغها أحد في هذا العالم يوما سوى واشنطن والغرب المتصهين – والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى – وتكون دوما بادية وأشد وضوحا عندما يتعلق الأمر باسرائيل ومصالحها التي انضمت – علنا – قطر والسعودية وتركيا الى الولايات المتحدة والغرب لحمايتها.
بالتأكيد لم ينتظر الشعب العربي السوري من الولايات المتحدة والأطراف الشريكة في المؤامرة أن تتعاون مع الأمم المتحدة ومسعى روسيا والصين، ولن ينتظر منها مثل هذا الموقف لطالما اختبرها غير مرة، ولطالما وقف على حقيقة أنها لم تكن يوما الا عدوا لفلسطين والعرب، غير أنه يستهجن موقف أعراب الخليج وتحول حكامه الى عدو لسورية الشعب والدولة!.
أصحاب ارادة الهدم والتصعيد والعدوان يعرفون، ونحن وكل أحرار العالم من أصحاب ارادة البناء والحق والحرية والديمقراطية نعرف، نعرف ويعرفون أين يقف كل طرف وما أهدافه وغاياته، والقصة كلها من أولها الى آخرها لا تبتعد عن اسرائيل، ذلك أنه اذا كان صحيحا أن الأمر ينطوي على صراع ارادات ومصالح ترتبط بالنفط والغاز والمصالح الاستراتيجية الأخرى، الا أن أس وأساس القصة اسرائيل، ولا نرى لزوما لتحدي الأطراف المتآمرة على سورية ( وخاصة الأعراب ) أن تعلن موقفها من عدم المطالبة بوجوب تنفيذ عشرات القرارات الدولية الخاصة بالصراع العربي الاسرائيلي تحت الفصل السابع، مع ورغم تباين الحالة التي لا يجوز ولا يستوي بحال من الأحوال النظر اليها من زاوية واحدة؟!.